مشاركة

 تلقيه الآنسة: نورة العوضي

السيد الرئيس،

في البداية أود أن أهنئكم على توليكم رئاسة اللجنة الثانية خلال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة، وأعرب عن تقديري لسعادة كارلوس أمورين على قيادته للدورة السابقة.

كما تضم دولة الإمارات صوتها إلى البيان الذي أدلت به مجموعة الـ 77 والصين.

السيد الرئيس،

ينعقد اجتماع اليوم في ظل موجة من الصراعات والتحديات، وأزمات بيئية متعددة، فاقمت من حالة انعدام الاستقرار حول العالم. ولمواجهة هذه الأخطار، لابد من وضع استراتيجيات فعالة، وشاملة، وقابلة للتكيف، والإصغاء للأصوات من مختلف أركان العالم، لاسيما دول الجنوب، وضمان المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للنساء واللاتي يُشكلن نصف سكان العالم.

السيد الرئيس،

تعد أزمة تغير المناخ من أكثر التحديات الُملحة في عصرنا، وعلينا التصدي لها عبر تعزيز القدرة على الصمود، بما يشمل بذل جهودٍ استباقية.

وتولي بلادي أهمية بالغة لهذه المسألة، حيث نعمل على توفير الحماية للشعوب التي تواجه أزمات تغير المناخ. وقد شهد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون الذي استضافته دبي العام الماضي، اعتماد مئة وثمانية وتسعين دولة لـ”اتفاق الإمارات” التاريخي، والذي يُعد خطوة هامة على طريق جهودنا العالمية للتصدي لأزمة المناخ.

وعملنا خلال مؤتمر الأطراف على اعتماد “إعلان الإمارات بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام”، لحشد الدعم لتسريع العمل المناخي، وتوفير الموارد اللازمة للدول المُعرضة للتأثر بشدة من تغير المناخ في مناطق الصراع. كما يُعد صندوق الخسائر والأضرار الذي تم تفعيله أثناء مؤتمر الأطراف إنجازاً مهماً، حيث يعزز من قدرة البلدان الأكثر تضرراً على الصمود.

ومع قرب اختتام رئاسة بلادي لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، نتطلع إلى مد جسور التعاون مع جميع الدول، ومواصلة العمل من خلال مبادرة ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف، بالشراكة مع جمهورية أذربيجان وجمهورية البرازيل الاتحادية، وذلك بهدف تسريع الاستجابة الشاملة لتغير المناخ من خلال الحفاظ على إمكانية إبقاء حرارة الأرض عند نسبة 1.5 درجة مئوية.

ومن المهم أن تسير جهودنا الجماعية في مجال العمل المناخي بالتوازي مع التزامنا الراسخ تجاه جدول أعمال المياه، وتوفير المياه النظيفة للجميع بشكل مستدام. وتتطلع بلادي في هذا الصدد إلى استضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2026 بالاشتراك مع جمهورية السنغال، والذي يهدف إلى تسريع تنفيذ الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الحوار العالمي، وتوفير منصة هامة لتبادل الممارسات المبتكرة.

كما يتجلى التزام دولة الإمارات بالإدارة المستدامة للمياه في مبادرة محمد بن زايد للمياه، والتي تهدف إلى تعزيز فرص الحصول على المياه واستدامتها، وخاصة في المناطق التي تواجه تحديات مائية صعبة.

السيد الرئيس،

تحث دولة الإمارات على الاستفادة من الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا المناخ، والتقنيات الكمومية، بما يعزز تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويدعم مساعينا المشتركة نحو تحقيق السلام والأمن والتنمية. وتوفير المساعدات الإنسانية على مستوى العالم.

وتسعى بلادي من خلال استثماراتها في مجال الحاسبات عالية الأداء ومراكز تحسين أداء البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي على الاستفادة من هذه التكنولوجيات في مجموعة واسعة من التطبيقات، في مجالات الرعاية الصحية، والتمويل، والنقل، والزراعة. ولا شك بأن جني ثمار هذه الاستثمارات لا يتحقق بدون بناء شراكات قائمة على التعاون والشفافية، والتصدي للفجوة الرقمية.

كما يجب ضمان الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات. وفي هذا الصدد، أطلقت دولة الإمارات “ميثاق تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي” الذي يهدف إلى تطوير واستخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول في كافة مبادراتنا الوطنية في مجالي البحث والتطوير، بدءاً من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ووصولاً إلى أحدث الابتكارات في معاهد البحث بجميع أنحاء الدولة.

السيد الرئيس،

في ضوء العمل الهام الذي ينتظرنا في اللجنة الثانية، دعونا نتحلى بروح التعاون والتوافق لنتمكن من العمل سوياً نحو تحقيق مستقبل يتسم بالاستدامة والقدرة على الصمود.

وشكراً، السيد الرئيس.