يلقيه: السيد أحمد العلماء
السيد الرئيس،
بدايةً، تضم دولة الإمارات صوتها إلى بيان مجموعة الـ77 والصين، والبيان الذي أدلت به موريتانيا بالنيابة عن المجموعة العربية.
يمر العالم اليوم بلحظة فارقة في مسيرته نحو تحقيق مستقبلٍ مستدامٍ. لحظة تقتضي منا أن نُدرك بأن أهداف التنمية المستدامة ليست مجرد تطلعات، وإنما دعوة للعمل الجماعي متعدد الاطراف. ولذلك، فإن أهداف التنمية المستدامة ستظل الركيزة الأساسية الذي تبني عليها بلادي خططها التنموية، بما في ذلك رؤية الإمارات لعام 2071، والتي تجسد التزام بلادي ببناء مستقبلٍ مستدامٍ، قائمٍ على الابتكار والمعرفة والشمولية، وبما يضمن تحقيق الرخاء والريادة العالمية لدولة الإمارات بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها.
السيد الرئيس،
إن الوتيرة الحالية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لا تتواكب مع تطلعات المجتمع الدولي لعام 2030، وتستوجب اتخاذ إجراءات عاجلة ومكثفة من أجل تسريع وتيرة التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي إطار التحضير لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، يقفُ المجتمع الدولي عند مفترق طرقٍ لمواجهة تحديات التغير المناخي، والتي ستختبر فاعلية الأنظمة البيئية للمجتمع الدولي. وفي هذا الصدد تؤكد بلادي على أهمية البناء على الزخم المتولد من مخرجات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في تنفيذ حلول مبتكرة، وتعزيز الشراكات، وضمان تحقيق مستقبلٍ مستدامٍ للجميع.
وفي هذا السياق، ستتابع بلادي تنفيذ «اتفاق الإمارات التاريخي» الذي تضمن خطة عمل دقيقة لتحقيق الأهداف المناخية العالمية المشتركة المتفق عليها في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين .
السيد الرئيس،
تؤمن دولة الإمارات بأهمية الذكاء الاصطناعي والتقنيات التكنولوجية المتقدمة في تسريع وتيرة التقدم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفي هذا السياق تؤكد بلادي على ضرورة اتساق مخرجات التكنولوجيا الحديثة مع مبادئ التنمية المستدامة. حيث طورت دولة الإمارات منصة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي وقواعد البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء بهدف الإنذار المبكر حول الظواهر الجوية غير المتوقعة والأمن المائي لدعم الدول النامية الأكثر عرضة لمخاطر تغير المناخ.
السيد الرئيس،
توْلي دولة الإمارات أهمية بالغة للهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، والذي يؤكد على أهمية توفير المياه النظيفة والصرف الصحي للجميع. وفي إطار التزام بلادي بتشجيع ممارسات الإدارة المستدامة للمياه لحماية هذا الموَرد الحيوي، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات “مبادرة محمد بن زايد للماء” للـتأكيد على مركزية التحديات المتعلقة بندرة المياه في جدول الأعمال العالمي، وضرورة التعاون الدولي لخلق حلول مستدامة تُساهم في إحداث تحولٍ في آليات التعامل مع تحديات ندرة المياه.
كما أطلقت مبادرة محمد بن زايد للمياه، بالتعاون مع مؤسسة إكسبرايز الأمريكية، تحدي إكسبرايز لندرة المياه، والذي يهدف إلى توفير المياه النظيفة على نطاق واسع عبر إنشاء أنظمة مستدامة لتحلية مياه البحر .
كما تتطلع دولة الإمارات وجمهورية السنغال إلى استضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في أبو ظبي في عام 2026، والذي يُعد ركيزة هامة في تسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على التحديات المتعلقة بندرة المياه، وتعزيز التعاون من أجل إيجاد حلول مستدامة لإدارة الموارد المائية.
وختاماً، تؤكد بلادي على أهمية تعزيز سبل التعاون الدولي متعدد الاطراف في تحقيق أهداف التنمية المستدامة تحت مظلة الأمم المتحدة.
وشكراً السيد الرئيس.