تلقيه: الآنسة نوف الهاملي
السيد الرئيس
أود في البداية أن أشكر مقدمي التقارير على إحاطتاهم القيمة .
تلعب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دوراً محورياً في تشكيل مستقبل التنمية المستدامة، بدءاً من تعزيز الابتكار وتطوير بنية تحتية قادرة على الصمود، ووصولاً إلى سد الفجوة الرقمية، وتحقيق النمو في مختلف قطاعات المجتمع. في أعقاب قمة المستقبل, تتطلع دولة الإمارات إلى العمل مع الدول الأعضاء لتعزيز أهداف ميثاق المستقبل, بما في ذلك الميثاق الرقمي العالمي, و اتخاذ إجراءات ملموسة للاستجابة لتحديات الغد.
وفي ضوء تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تؤكد بلادي على أهمية تطوير الإستراتيجيات العالمية لضمان مساهمة التكنولوجيا الرقمية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي واستخدامه المسؤول، لتحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، تؤمن بلادي بأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تُعد من أهم عوامل التمكين في تحقيق التنمية المستدامة. فالتزام دولة الإمارات بإدماج التكنولوجيا في جميع جوانب خطتها التنموية لا يختصر على أهداف النمو الاقتصادي فقط,، وإنما أيضاً لتعزيز الاستدامة البيئية، والشمول الرقمي، والاستخدام العادل للذكاء الاصطناعي، وضمان اتساق جهودنا مع الأهداف العالمية المنصوص عليها في خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
السيد الرئيس،
يتجلى التزام دولة الإمارات باستخدام البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجموعة من القطاعات، أبرزها قطاع تكنولوجيا الفضاء, حيث تعاونا مع شركاء دوليين لإنشاء برنامج لتسخير بيانات الأقمار الصناعية في رسم مسار آثار تغير المناخ والظواهر الجوية المتطرفة في جميع أنحاء العالم، وبالإضافة إلى تطوير أنظمة للإنذار المبكر للأحداث البيئية الخطرة، خاصة في الدول النامية.
وتُعتبر استراتيجية دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي لعام 2031 مثالاً آخر على توظيف الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في بعض القطاعات الحيوية كالطاقة المتجددة والنقل وإدارة المياه، وبناء المدن المستدامة.
السيد الرئيس،
إن الاستفادة من الإمكانات التي توفرها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تتطلب بناء قدرات قوية, و لذلك قامت دولة الإمارات بتسخير إمكانات العلوم والتكنولوجيا، بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الصناعي و المعاهد البحثية , لتشجيع الابتكار، وخلق بيئة داعمة لتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقد جسدت بلادي هذا النهج من خلال تطوير خارطة طريق الجيل السادس، مما يسهم في تعزيز اقتصادنا القائم على المعرفة ويسرع وتيرة التقدم المستدام.
كما تهدف الخارطة إلى تطوير البنية التحتية الرقمية مع إعطاء الأولوية للاستدامة، والعمل على الانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي وربط المناطق التي تعاني من نقص الخدمات، وتوظيف الذكاء الاصطناعي بشكل يعزز كفاءة استخدام الموارد ، حيث من المتوقع أن يؤدي اعتماد الجيل السادس إلى خفض استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 50٪ مقارنة بالجيل الخامس، بما يتماشى مع تحقيق الابتكار المستدام، والالتزام بسد الفجوة الرقمية.
السيد الرئيس،
تحرص دولة الإمارات على سد الفجوة الرقمية من خلال تعزيز الشمول الرقمي، عبر مبادرة الخطة الوطنية للمشاركة الرقمية , التي تهدف إلى محو الأمية الرقمية بين المواطنين، وتعزيز استخدام الخدمات عبر الإنترنت، وتمكين جميع الفئات على المشاركة في الاقتصاد الرقمي، بما في ذلك النساء والشباب.
السيد الرئيس،
كما تؤكد بلادي على أهمية تعزيز التعاون الدولي وتبادل أفضل الممارسات, ولا سيما في مجالات حوكمة البيانات والاستخدام المسؤول للتكنولوجيا الناشئة، إذ تشارك دولة الإمارات في منصات عالمية مثل القمة العالمية لمجتمع المعلومات، وتتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات, لتعزيز الخبرات الوطنية لبعض الدول، وتنمية قدراتها في مجال الأمن السيبراني.
ختاماً السيد الرئيس،
تجدد دولة الإمارات التزامها بالاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض التنمية المستدامة لبناء مجتمعات آمنة، ومتمكنة. وتشدد بلادي على أهمية تعزيز التعاون والمسؤولية المشتركة لتمكين الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخلق مستقبل مستدام للجميع.
وشكرا.