تلقيه الآنسة/ فاطمة البنا
السيد الرئيس،
يطيب لي في البداية أن أعرب عن تقديرنا لجهودكم في إدارة هذا الاجتماع، وأشكر أيضاً المقررين على تقديم تقاريرهم أمام اللجنة.
يمثل هذا الاجتماع فرصة مهمة للنظر في انجازاتنا وفي المجالات التي نستطيع تطويرها، ومناقشة السياسات والاستراتيجيات التي من شأنها النهوض بالنساء والفتيات، وخاصة في وقت يواجه فيه العالم العديد من النزاعات والأزمات.
وبناءً على ذلك، اسمحوا لي أن أشارككم بعض التوصيات التي تتعلق بالسياسات والمبادرات والشراكات التي اعتمدتها ونفذتها دولة الإمارات من أجل تمكين وإدماج النساء والفتيات:
أولاً: يتطلب تحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمعات قوية ومترابطة إدماج النساء والفتيات في الاستراتيجيات والسياسات الوطنية، وفي هذا الصدد، أطلقت دولة الإمارات سياستها الوطنية لتمكين المرأة للفترة 2023-2031، والتي تهدف إلى تعزيز المشاركة العادلة والمتساوية للمرأة في عمليات صنع القرار في مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاعات الاقتصادية والتشريعية والاجتماعية، والعلمية، وبما يشمل الفضاء والذكاء الاصطناعي.
لقد أطلقت دولة الإمارات تحت قيادة ورعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” العديد من المبادرات الوطنية التي هدفت إلى دعم وحماية وتمكين المرأة، وحصلت على المرتبة الأولى إقليمياً، والمرتبة السابعة عالمياً، في مؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2024، وهو ما يُظهر التزام بلادي الراسخ بالنهوض بالنساء والفتيات باعتباره مفتاح تحقيق السلام والتنمية المستدامة.
ثانياً: لابد للمجتمع الدولي من الاستجابة فوراً من خلال توفير الحماية والدعم الضروريين للنساء والفتيات المتضررات من النزاعات، وخاصة في ظل مرور عامٍ كاملٍ على بدء الحرب القاسية على غزة، وانتشار نيران الصراع إلى باقي أنحاء المنطقة. لذلك، يجب علينا ونحن نناقش هذا البند من جدول الأعمال اليوم ألا نغفل حجم الآلام والمعاناة الرهيبة التي تعانيها مجتمعات مختلفة في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة النساء والفتيات في كل من فلسطين ولبنان.
وعلى الرغم من اعتقادنا بأن حماية النساء والفتيات لن تتحقق إلا من خلال التوصل لوقف إطلاق نار فوري ودائم، إلا أن بلادي ستواصل التزامها بتقديم المساعدات الإنسانية المستجيبة لمنظور الجنسين، بما في ذلك من خلال تقديم اللوازم الصحية ومستلزمات الأمومة، إلى مناطق الصراع المختلفة وبالأخص غزة ولبنان.
ثالثاً: يجب أن تكون النساء والفتيات في صلب الجهود الرامية إلى التصدي للتهديدات العالمية الناشئة. ومن هذا المنطلق، وقعت بلادي شراكة استراتيجية مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مطلع هذا العام لإنشاء “صندوق المرأة للمناخ”، والذي يهدف إلى دعم جهود المنظمات النسائية العاملة في مجال العمل المناخي.
كما أطلقت بلادي خلال الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) شراكة تهدف إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي يستجيب لمنظور الجنسين في قطاع الطاقة. وتسعى هذه الشراكة والتي حظيت بدعم أكثر من 60 طرفاً إلى تعزيز دور المرأة في جهود التكيف والتخفيف والتمويل المستدام.
وختاماً، السيد الرئيس،
ستستمر بلادي في دعم تمكين وحماية النساء والفتيات في دولة الإمارات وعلى المستويين الإقليمي والدولي. فلم تعد أعذار استبعاد النساء مقبولة، ويجب علينا جميعاً أن نلزم أنفسنا باتباع نفس المعايير.
وشكراً السيد الرئيس.