يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم
السيد الرئيس،
أود في البداية أن أعرب عن خالص التقدير لسعادة السفير شيخ نيانغ، رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، على الجهود الحثيثة المبذولة من قبل اللجنة لتسليط الضوء على محنة الشعب الفلسطيني، بما في ذلك عبر التقرير السنوي الصادر عن اللجنة، وحشد الدعم لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. كما أضم صوتي لبيان المجموعة العربية.
ونؤكد على تضامننا الدائم مع الأشقاء الفلسطينيين الذين يواجهون مآسٍ وتداعيات متعددة الأبعاد، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتصعيد المتواصل في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
وهذا ما شدد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في رسالته الموجهة إلى رئيس اللجنة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي حلّ في 29 من نوفمبر.
وتجدد بلادي الدعوة لوقف فوري وشامل لإطلاق النار في غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام وعلى نطاق واسع، والإفراج عن كافة الرهائن والمحتجزين، ونعيد التأكيد على رفضنا القاطع لسياسة العقاب الجماعي الإسرائيلية، مشددين على ضرورة احترام كافة الأطراف للقانون الدولي الإنساني، ووقف الانتهاكات الممنهجة ضد المدنيين في غزة.
إن الإحصائيات والنسب المئوية لا يمكن أن توضح التأثير الفعلي لهذه الحرب، وحجم تداعياتها التي قد تمتد لعقود، بما في ذلك الآثار النفسية العميقة في نفوس من عاصروا ويلاتها، والذين ينظرون لأرقام القتلى والجرحى كتذكار لكل من فقدوهم من أبناء وإخوة وأهلٍ وأصدقاء، ويرون الأنقاض كبقايا لمنازلهم التي ضمت عائلاتهم وأجدادهم، ومحيطهم الذي ترعرعوا في أرجائه
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، كانت دولة الإمارات، قيادة وشعباً، سباقة في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني. وقد تجلى ذلك في مبادرات إنسانية عديدة، تضمنت إرسال المساعدات عبر البر والبحر والجو.
ويتطلب تحقيق الاستقرار طويل الأمد في المنطقة إيجاد حل دائم وشامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي، استناداً إلى حل الدولتين، ووفقاً لخارطة طريق واضحة وشفافة ولا يمكن التراجع عنها، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمان وسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
وختاماً، ستظل دولة الإمارات داعمة لكافة المساعي والجهود الدولية الرامية إلى إنهاء النزاعات وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وصون كرامة الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف.
وشكراً، السيد الرئيس.