تلقيه: الآنسة شما العوضي
السيدة االرئيسة،
في البدايةَ، تضم دولة الإمارات صوتها إلى بيان حركة عدم الانحياز.
كما ونهنئ سعادة السيد كورنيل فيروتا، الممثل الدائم لرومانيا على إعادة إنتخابة، إلى جانب تعيين سعادة السيدة ماتو جويني، الممثلة الدائمة لجمهورية جنوب أفريقيا، كرئيسين مشاركين للفريق العامل المخصص المعني بتنشيط أعمال الجمعية العامة خلال الدورة التاسعة والسبعين، ونتطلع إلى العمل معهما في إطار مناقشات مثمرة تسهم في مواصلة ما تم إحرازه حتى الآن من تدابير عززت من فعالية الجمعية العامة ولجانها الرئيسية.
ولا يفوتنا أيضاً أن نشكر الرئيسين المشاركين للفريق العامل المخصص المنتهية ولايتهما، سعادة مينيسا رامبالي، الممثلة الدائمة لسانت لوسيا، وسعادة السيد كورنيل فيروتا، الممثل الدائم لرومانيا، على جهودهما القيمة التي بذلوها وأسهمت في تقريب وجهات النظر بين الوفود.
السيدة الرئيسة،
تجدد بلادي التزامها بتنشيط أعمال الجمعية العامة، وهو ما نعتبره ضرورياً لتعزيز الدور الذي تقوم به هذه الجمعية في معالجة التحديات العالمية المتزايدة.
إننا وإذ تابعنا عن كثب، الجهود والمناقشات البناءة التي أجراها الفريق العامل على مدار الدورات السابقة، ندعو إلى مواصلة البناء على هذه الجهود، لا سيما المبادرات المتعلقة بدمج أدوات التكنولوجيا المعاصرة والممارسات المبسطة لتعزيز الكفاءة والشفافية والاستجابة. وفي هذا السياق، نرحب بالإطلاق المحدود لبوابة I- Gove، وندعو إلى التسريع في توسيع محتويات وخدمات هذه البوابة.
كما ونشيد أيضا بالمشاورات التي أجريت بغية توحيـد الوثائق والتقـارير، الـتي تتنـاول المواضـيع المترابطـة منها، وندعو في هذا الخصوص الى تعزيز تعدد اللغات في عمل الجمعية العامة، ومعالجة التأخير المتكرر في إصدار بعض الوثائق باللغة العربية، عن التاريخ المقرر لإصدارها.
السيدة الرئيسة،
ندعو إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز التنسيق والتكامل بين جداول أعمال الجمعية العامة، ولجانها الرئيسية، مع الأخذ بالاعتبار الحد من التكرار الإجرائي للبنود، وأيضا إبراز بنود القضايا ذات الأهمية القصوى.
وبهذا الصدد، لا يسعنا إلا أن نشيد بقرار إحالة بند التنشيط الى جميع اللجان الرئيسية التابعة للجمعية العامة، لمناقشة طرائق وبرنامج عمل كل منها واتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها، بما في ذلك ترشيد وتحسين برامج أعمالها المقبلة.
وفي هذا السياق، أود أن أتطرق إلى ثلاث نقاط رئيسية كالتالي:
أولا، تدعو دولة الإمارات إلى تعزيز مكتب رئيس الجمعية العامة، لا سيما في مجال الذاكرة المؤسسية للمكتب، وأيضا في تقوية قنوات الاتصال والتنسيق المنتظمة بين الرئيس والهيئات الرئيسية الأخرى للأمم المتحدة، لضمان توافق مبادرات وقرارات الجمعية العامة، بشكل وثيق مع أهداف الأمم المتحدة الأوسع نطاقاً.
ثانيًا، نشدد على ضرورة مواصلة العملية التشاورية التي أجريت حول مسألة اختيار وتعيين الأمين العام والرؤساء التنفيذيين، لا سيما ونحن نقترب من هذه العملية مرة أخرى في عامي 2025 و2026.
وفي هذا الصدد، نعرب عن تطلعنا إلى تعيين امرأة في منصب الأمين العام، وزيادة التمثيل الإجمالي للمرأة في المناصب الرفيعة المستوى في الأمم المتحدة، بما في ذلك رئاسة الجمعية العامة. بالإضافة إلى ذلك، يجب علينا تعزيز المكاسب التي تحققت في عملية اختيار الأمين العام في الفترة 2015-2016 والتي كانت محورية وتنفيذ الدروس المستفادة.
ثالثا، أهمية تعزيز دور الجمعية العامة في معالجة التحديات العالمية الملحة، لاسيما وإننا نمر في أوقات عصيبة، لم يتمكن خلالها مجلس الأمن دائمًا من الاضطلاع بمسؤولياته الأساسية في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.
إن الجمعية العامة هي الجهاز الوحيد للأمم المتحدة الذي يمنح جميع الدول الأعضاء، أحقية متساوية في العضوية والأصوات. فإننا نرى بأن القرارات التي تصدر عنها هي بمثابة انعكاس عن الإرادة الجماعية للدول، مما يجعلها تلعب دوراً هاماً في تحديد القواعد والمعايير الذي يتعين إتباعه لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية الملحة، إن الأحداث المقلقة التي يمر بها الشرق الأوسط تؤكد على الدور المحوري والضروري للجمعية العامة.
وفي هذا السياق، تدعم بلادي الجلسات الطارئة الخاصة للجمعية العامة، التي عقدها رؤساء الجمعية العامة استجابةً لدعوات بعض الوفود، للنظر في التطورات المؤسفة المتعلقة بعدد من القضايا التي تؤثر على السلام والأمن الإقليمي والدولي، وذلك بعد عدم قدرة مجلس الأمن على اتخاذ إجراءات بشأنها نتيجة الانقسام والاختلاف الواسع في مواقف أعضائه، وسوء استخدام حق النقض من قبل بعض الأعضاء. كما لا يفوتنا هنا أن نرحب بالدليل الرقمي حول دور الجمعية العامة في مسائل السلام والأمن الدوليين.
وختاماً السيدة الرئيسة،
نعتبر عملية تنشــيط أعمال الجمعية العامة وتعزيز كفاءة أساليب عملها، جزء رئيسي في عملية الإصلاح الشاملة للأمم المتحدة، وعليه فإننا وإذ نؤكد التزامنا بالمشاركة البناءة في هذه العملية.
وشكراً السيدة الرئيسة.