مشاركة

يرجى المراجعة أثناء الإلقاء

السيد الرئيس، السيد الأمين العام، أصحاب المعالي والسعادة،

تضم دولة الإمارات صوتها إلى البيان الذي ألقته الجزائر نيابةً عن المجموعة العربية، كما أود أن أشكر كل من النيجر والجزائر وأذربيجان لدعوتهم إلى عقد هذا الاجتماع الهام بالنيابة عن منظمة التعاون الإسلامي والمجموعة العربية وحركة عدم الانحياز.

تعرب دولة الإمارات عن قلقها البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة وتتقدم بخالص التعازي إلى جميع عائلات الذين قُتلوا، وتضم صوتها إلى الآخرين في الدعوة إلى الوقف الفوري للعنف والأعمال العدائية. وفي هذا السياق، نشكر الأمين العام أنطونيو غوتيريش على بيانه وندائه من أجل وقف فوري لإطلاق النار، ودعوته إلى جميع الأطراف إلى بدء حوار سياسي وممارسة أقصى درجات ضبط النفس. كما نرحب بالأخبار التي سمعناها اليوم حول التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار والذي نأمل أن يكون صامداً ودائماً، ويساهم في استئناف عملية السلام بشكل أوسع مع استعادة الهدوء وبناء الثقة بين الأطراف في الوقت نفسه. لقد ذكرتنا الأحداث المؤسفة التي وقعت خلال الأسبوعين الماضيين بالحاجة المُلحة لعقد حوار سلمي يُهدف إلى إيجاد حل طويل الأمد لإنهاء هذا الصراع واحلال السلام في كامل منطقتنا.

كما تعرب دولة الإمارات عن قلقها الشديد تجاه الممارسات المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق منذ بداية شهر مايو، في انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك اقتحام المسجد الأقصى الشريف والتهجير القسري للعائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح، والتي أدت لوقوع ضحايا مدنيين بينهم نساء وأطفال.

ونؤكد في هذا الصدد على ضرورة أن تتحمل اسرائيل مسؤولياتها وفقاً للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وبالأخص، يتعين على إسرائيل توفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين والتوقف عن بناء المستوطنات وهدم الممتلكات الفلسطينية في الأرض الفلسطينية المحتلة والتهجير القَسري للمواطنين الفلسطينيين.

كما تؤكد بلادي على الأهمية الأساسية في الحفاظ على الوضع القائم بمدينة القدس وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ونشدد على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة شعائرهم الدينية، وضرورة احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة كوصي على الأماكن المقدسة في مدينة القدس، والحفاظ على وضعها القانوني والتاريخي القائم. كما ينبغي حماية حرمة مدينة القدس الشريف والحفاظ عليها، باعتبارها مدينة لها أهميتها التاريخية والدينية لدى كافة الديانات الإبراهيمية الثلاث.

السيد الرئيس،

تُظهر أعمال العنف المستمرة في الأسبوعين الماضيين وتزايد اعداد الضحايا المدنيين ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإيجاد حل عادل وشامل وسلمي للقضية الفلسطينية وفقاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة.

وتؤكد دولة الإمارات في هذا الصدد على استعدادها لدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية الى الدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط وتحقيق حل الدولتين عبر قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، ومبادرة السلام العربية.

كما نعرب عن قلقنا البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي تفاقمت بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد وسلطت الضوء على ضرورة التوصل لحل دائم. ونشدد في هذا الصدد على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بتوفير الدعم للشعب الفلسطيني الشقيق وتوفير اللقاحات والمعدات الطبية اللازمة بشكل عاجل.

ختاما السيد الرئيس، تؤكد دولة الإمارات على أنها ستواصل العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لتحقيق مستقبلٍ أفضل للأجيال الفلسطينية والعربية والإسرائيلية التي تستحق العيش بأمان وكرامة في منطقة مستقرة ومزدهرة. فحلقة العنف هذه يجب ألا تكون أحدث حلقات العنف، وإنما يجب أن تكون الأخيرة. لقد استغرق هذا الصراع وهذا العنف وقتاً طويلاً، والسبيل الوحيد لوقفهما هو التوصل لسلام حقيقي ودائم. كما ينبغي عدم ترك شباب المنطقة، من كافة الأطراف، رهينةً لكراهية لا تنتهي بسبب عدم القدرة على الاعتراف بأن أشجع خطوة يمكن اتخاذها لإنهاء هذه الكراهية هي أن نبدأ في رسم مسار سلام دائم.

وشكراً، السيد الرئيس.