مشاركة

تلقيه الآنسة شهد مطر، المنسق السياسي بالإنابة

السيد الرئيس،

يأتي انعقاد هذا الاجتماع ليؤكد على الدور الهام الذي تضطلع به الرياضة في مكافحة الجريمة، وتحقيق التنمية، والسلام.

ففضلاً عن فوائدها العديدة على الصحة الجسدية والعقلية، تساهم الرياضة في بناء قدرات ومواهب الشباب، وتُحفز ممارسيها على التضافر واحترام الآخر والمنافسة بروح رياضية، مما يُرسخ القيم الأخلاقية في المجتمعات، ويعزز صمودها في وجه العنف والجريمة.

وفي عالم تسوده الانقسامات والنزاعات، تمتلك الرياضة لغتها الخاصة بها، والتي تمكّنها من تقريب المسافات بين الملايين من الأشخاص دون أي اعتبارات للعرق، أو الدين، أو الجنس.

ومن هذا المنطلق، تقدر دولة الإمارات الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتوظيف الرياضة في مجالات التنمية والسلام، بما يشمل المبادرات الهامة التي تطلقها المنظمة في هذا المجال.

إن مكافحة الجريمة من خلال الرياضة يتطلب توطيد التعاون بين جميع الجهات المختصة، لإدماج الرياضة ضمن استراتيجيات منع الجريمة، وإعادة التأهيل، ولوضع برامج محددة لتطوير مهارات الشباب، خاصة المعرضين منهم لمخاطر الجريمة والعنف.

ولكن تسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام يتطلب التركيز على الاستثمار في قطاع الرياضة، وتطوير بُنيتِه التحتية، خاصة في الدول التي تحتاج الدعم المادي والتقني للنهوض بهذا القطاع.

كما يتطلب هذا سن التشريعات لتنظيم وتطوير قطاع الرياضة وإتاحة الأنشطة الرياضية للجميع، بما يشمل النساء والفتيات، والأشخاص ذوي الإعاقة، والشباب. وهذه من المسائل الهامة لدولة الإمارات، حيث نعمل من خلال الاستراتيجية الرياضية الوطنية لعام 2031، والقانون الاتحادي رقم 4، على تطوير قطاع الرياضة وتعزيز قدرات الجهات المختصة على تقديم أنشطة رياضية للجميع، وزيادة قاعدة المشاركين في البطولات.

ومن المهم في الوقت ذاته مواصلة بحث أفضل السبل لتوظيف الرياضة كأداة رئيسية لبناء مجتمعات سلمية، حيث يمكن الاستفادة من الأنشطة والمناسبات الرياضية، لرفع الوعي بأهمية تعزيز قيم التسامح، والتعايش السلمي، وبمخاطر خطاب الكراهية والتطرف، كونهما يساهمان في اندلاع الصراعات وتفاقمها وتكرارها.

ومن جانب آخر، يتعين على المجتمع الدولي توفير الحماية للرياضيين كغيرهم من المدنيين، خاصة في حالات النزاع المسلح، كما يحدُث حالياً في الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث قُتلَ العديد من الرياضيين ومنهم أكثر من 100 لاعب كرة قدم فلسطيني، ودُمرت المرافق الرياضية، وانقطع الطلاب عن مدارسهم وأنشطتهم الرياضية.

وأخيراً، نؤكد على ضرورة معالجة أي تحديات قد تعرقل النهوض بقطاع الرياضة، وتوظيفها كأداة فعالة لمكافحة الجريمة، ودعم كافة المجالات التي تساهم في بناء مجتمعات سلمية ومزدهرة.

وشكراً، السيد الرئيس.