مشاركة

السيد الرئيس،                                                                                                                

أود بدايةً أن أعرب عن تقدير دولة الإمارات للعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأود أن أغتنم هذه الفرصة للأعراب عن الشكر والتقدير للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، السيد رافائيل غروسي، على إحاطته الشاملة حول تقرير الوكالة للعام 2020.

السيد الرئيس،

تؤكد دولة الإمارات على الدور المركزي الذي تضطلع به الوكالة الدولية للطاقة الذرية في دعم الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية ومساعدة الدول الأعضاء في سعيها للاستفادة من التطبيقات والطاقة النووية. ويشيد وفد بلادي في هذا الصدد بجهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومقدرتها على الاستجابة والتعاطي للتحديات الناشئة عن جائحة كوفيد 19، وتوفير مجموعة واسعة من المساعدات الفنية، ودعمها المستمر للاستخدام المسؤول للتقنيات النووية، من خلال توفير منصات مهمة لدعم التعاون الدولي البناء بين الدول الأعضاء في مجالات السلامة والأمن النووي وعدم الانتشار.

تولي بلادي اهمية كبرى لبرنامج التعاون التقني التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يعد قناة مهمة لمساعدة الدول الأعضاء في الاستفادة من التطبيقات السلمية للتكنولوجيا النووية، وبما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs).  وفي هذا الصدد اود التوجه بالامتنان للوكالة للدعم القيم الذي تلقته دولة الإمارات في تطوير البنية التحتية للطاقة النووية، وبناء القدرات اللازمة لبرنامجها للطاقة النووية.

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة إيلاء أهمية قصوى للحفاظ على أعلى معايير السلامة النووية في جميع التطبيقات الوطنية للتكنولوجيا النووية. كما وأود الاشارة بنجاح استضافة بلادي لتمرين ConvEx-3 في محطة براكة للطاقة النووية تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يعكس التزام الدولة بالشفافية مع المجتمع الدولي وحرصها على دعم وتعزيز الأنظمة الدولية للطوارئ النووية.

السيد الرئيس،

وشهدت دولة الإمارات اتمام ربط الوحدتين الاولى والثانية من محطة براكة بشبكة الكهرباء الرئيسية في الدولة، وبهذا الإنجاز أصبحت محطات براكة أول مشروع للطاقة النووية في المنطقة يضم محطات متعددة قيد التشغيل، وهو الانجاز الذي يسهم في تعزيز النمو المستدام، وبالتوازي مع دعم جهود الدولة لتحقيق أهدافها الخاصة بمواجهة ظاهرة التغير المناخي.  وعند استكمال بناء جميع الوحدات الأربع في محطة براكة، فإنه من المتوقع أن يتم توفير نحو 25% من احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية، من خلال انتاج 5.6 جيجاوات من الكهرباء، والتي ستسهم بدورها في الحد مما يقارب 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويا.

وفي هذا الصدد، أود التأكيد على التزام البرنامج الوطني للطاقة النووية ومنذ بدايته بتطبيق توجيهات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأفضل الممارسات الدولية، وبشكل يضمن الامتثال الكامل لأعلى معايير الشفافية والسلامة التشغيلية والأمن وعدم الانتشار.

السيد الرئيس،

تؤكد دولة الامارات على أهمية تدابير التحقق التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وأهمية الامتثال الكامل لنظام الضمانات الشاملة والبرتوكول الاضافي الذي يعتبر أداة هامة تسهم في تعزيز الثقة العالمية حول الطبيعة السلمية للبرامج النووية. ويظل برنامج التعاون التقني للوكالة الدولية للطاقة الذرية وسيلة أساسية لدعم الدول الأعضاء في الاستفادة من التطبيقات السلمية للتكنولوجيا النووية. وتواصل بلادي تعاونها الوثيق مع الوكالة من خلال التعاون التقني، لتطوير البنية التحتية وبناء القدرات اللازمة لبرنامج الطاقة النووية في كافة القطاعات. وبدعم من الوكالة أنشأت دولة الامارات برامج للحصول على درجات علمية متقدمة في الفيزياء الطبية، وتعزيز سلامة استخدام الإشعاع في الممارسات الطبية، ومبادرات لتشجيع وتثقيف الشباب الإماراتي في مجال العلوم والتطبيقات النووية، ومواصلة تعزيز مشاركة المرأة في القطاع النووي.

السيد الرئيس،

في الختام، تؤكد دولة الإمارات على التزامها بالشراكة البناءة والمستمرة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال نهجها المسؤول لتطوير برنامج وطني للطاقة النووية، واستخدام التطبيقات النووية السلمية. كما وتعرب بلادي عن تقديرها لعمل أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنجزات التي حققتها في تقريرها السنوي لعام 2020.