تلقيه السيدة نوف عبدالله الظنحاني
السيد الرئيس،
بدايةً، أشكر كل من الأمين العام ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، ومساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، على إحاطاتهم بشأن تنفيذ مضمون القرار رقم 1/77 لعام 2022 حول “التضامن والدعم لحكومة وشعب باكستان وتعزيز الإغاثة الطارئة وإعادة الإصلاح والإعمار والوقاية في أعقاب الفيضانات المدمرة”.
تتعاقب الكوارث الطبيعية التي تصيب العالم، لتشكل تهديداً حقيقياً يرتبط بشكل وثيق بآثار التغير المناخي التي عانت الشعوب حول العالم من أشد تداعياتها، تماماً مثل ما حل بالشعب الباكستاني الصديق نتيجة الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد العام الماضي، ونجدد تضامننا مع جمهورية باكستان الإسلامية بالإضافة إلى الأشقاء في المملكة المغربية ودولة ليبيا. من هنا، تحث بلادي المجتمع الدولي على التكاتف وتكثيف الجهود للتصدي لتأثيرات التغير المناخي، وتعزيز العمل المشترك، باتجاه تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للدول الأكثر تضرراً بفعل تلك الكوارث.
ما زالت جمهورية باكستان الإسلامية تكافح للتعافي من آثار الفيضانات. وانطلاقاً من إيمان دولة الإمارات بأهمية تكثيف الجهود الدولية للاستجابة العاجلة للأوضاع والأزمات والكوارث الإنسانية التي تلم بشعوب العالم، قدمت بلادي مساهمات إنسانية للشعب الباكستاني بلغت قيمتها أكثر من 76 مليون دولار أمريكي في عام 2022، والتي استفاد منها حوالي أكثر من ستة ملايين شخص، شملت مواد الإيواء، والطرود الغذائية والدوائية، والاحتياجات اليومية، وكذلك بناء مستشفى ميداني وعيادتين متنقلتين لمعالجة المتضررين.
السيد الرئيس،
تعتزم دولة الإمارات إطلاق منصة رقمية تساهم في تنسيق الاستجابة الإنسانية على نحو فعال وعاجل، عبر إبلاغ المجتمع الدولي بالاحتياجات الإنسانية للدول المتضررة فور وقوع الكوارث الطبيعية فيها. وقد أعلنت بلادي عن حيثيات المنصة في بيانها أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية، تأكيداً على مواصلتها دعم الشعوب المنكوبة والتخفيف من معاناتها.
وفي غضون شهرين من الآن، ستستضيف بلادي مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP28)، حيث ستركز بلادي على العمل مع جميع الشركاء لإيجاد حلول مبتكرة، تسهم في الحد من الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعة، وبشكل خاص في الدول النامية، كما سنعمل على مناقشة السبل التي تمكن هذه الدول من خلق سياسيات استباقية لمواجهة الكوارث الطبيعية بأقل خسائر ممكنة.
وختاماً السيد الرئيس، تؤكد دولة الامارات على تضامنها مع الشعب الباكستاني، ومواصلة دعمها لجهود إعادة التأهيل والإعمار للشعوب المتضررة بفعل الكوارث الطبيعية. ونجدد التزامنا بخطة التنمية المستدامة لعام 2030، وخطة عمل أديس أبابا الصادرة عن المؤتمر الدولي الثالث لتمويل التنمية، واتفاق باريس المناخي، وإطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث.
وشكراً لكم.