مشاركة

تلقيه الآنسة عائشة المنهالي، سكرتير ثاني

السيد الرئيس،

 أود في البداية أن أشكر كلاً من اليابان وغيانا وموزمبيق على عقد اجتماع اليوم لمناقشة هذا الموضوع الهام. كما أشكر جميع مقدمي الإحاطات على مداخلاتهم القيمة.

إن الاستثمار في بناء السلام، وبالتالي تعزيز مرونة المجتمعات، يساهم في تجنب التكلفة الباهظة للاستجابة للنزاعات المسلحة عند نشوبها. والأهم من ذلك، في حال تم بطريقة فعالة، يساهم بناء السلام في منع نشوب الأزمات التي قد تؤدي لخسائر فادحة في الأرواح وسبل العيش.

وأود في هذا الصدد أن أُسلط الضوء على النقاط الثلاث التالية:

أولا، إن الربط بين جهود التنسيق الإقليمية والجهود الدولية يساهم بشكل تلقائي في تعزيز ملكية الدولة المضيفة لجهود بناء السلام. فوجود شراكات استراتيجية بين الأجهزة المختلفة لمنظومة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، يساهم في اتباع نهج مدروس وشامل يتناسب مع السياقات المحلية ويدعم بناء السلام. كما أن قابلية هذه الجهود للتكيف تؤدي لتمكين الدول المضيفة من ملكيتها لهذه الجهود، وضمان استمراريتها.

ثانياً، يجب إدماج عمل لجنة بناء السلام ضمن الجهود الأممية والإقليمية بشكل فعال ومستمر، وذلك في ضوء الدور الهام الذي تقوم به لجنة بناء السلام في مجال تعزيز التنسيق بين الجهات الفاعلة ذات الصلة، وتنسيق محاور العمل الإنساني، والسلام، والأمن، والتنمية. ونشير في هذا الإطار إلى أهمية الاستفادة من انعقاد قمة المستقبل المقبلة واستعراض هيكل بناء السلام لعام 2025، لضمان تحقيق الإمكانيات الكاملة للجنة بناء السلام.

ثالثاً، لضمان المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة يستوجب التصدي الفعال للأسباب الجذرية لعدم المساواة بين الجنسين، وهو ما يتطلب اعتماد وتنفيذ قوانين وسياسات تحمي أصوات النساء وتمكنهم، وتضمن حصولهن على الخدمات الأساسية على جميع المستويات المحلية والوطنية والإقليمية. ولقد ثبتت بعض المبادرات المبتكرة، مثل الالتزامات المشتركة تجاه المرأة والسلام والأمن، فعاليتها في مواصلة تركيز مجلس الأمن على أجندة عمل المرأة والسلام والأمن، وتعزيز مشاركة المرأة في اجتماعات المجلس. وتُعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول المُوقعة على هذه الالتزامات، ونُشجع في هذا الصدد مجلس الأمن على مواصلة جهوده في إدراج البعد الجنساني في مناقشاته.

ختاماً، تؤكد دولة الإمارات على أن التهديدات والآفات المختلفة، لاسيما تغير المناخ وخطاب الكراهية والإرهاب، تؤثر على جميع مراحل السلام في المجتمعات، الأمر الذي يستوجب ضرورة أن تأخذ النهج الشاملة في الاعتبار الطبيعة المتشابكة لهذه التحديات، والاستفادة من الأدوار المختلفة التي نقوم بها كدولٍ أعضاء، والأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والمحلية، والمجتمع المدني، بشكل فردي أو جماعي، في الحفاظ على السلام.

وشكراً،