مشاركة

تلقيه الآنسة غسق شاهين

السيدة الرئيسة،

أشكر الممثلة الخاصة للأمين العام، السيدة فالنتين روغوابيزا، على إحاطتها الأولى للمجلس منذ توليها منصبها الجديد، ونؤكد على دعمنا لمهامها وجهود بعثة “مينوسكا” في جمهورية أفريقيا الوسطى، واستمعنا لاحاطة إيكمو لينا، ونرحب بمشاركة ممثل جمهورية أفريقيا الوسطى في هذا الاجتماع.

السيدة الرئيسة،

رغم استمرار الظروف والتحديات الصعبة في جمهورية أفريقيا الوسطى، إلا أنها شهدت مؤخراً بعض التطورات التي نأمل أن تمهد الطريق نحو إحلال السلام والاستقرار في البلاد.

فعلى الصعيد السياسي، يُعد اجتماع “الاستعراض الاستراتيجي للعملية السياسية”، والذي عُقد في الرابع من يونيو في بانغي، برعاية فخامة الرئيس فوستين تواديرا، خطوةً مهمة باتجاه تنشيط الاتفاق السياسي لعام ألفين وتسعة عشر من خلال خارطة طريق لواندا. ونُقدِر هنا مواصلة التعاون مع “المؤتمر الدولي المعني بمنطقة البحيرات الكبرى (ICGLR)” وغيرها من الجهات الإقليمية والدولية ذات الصلة لتحقيق هذه الغايات، ونثني أيضاً على انخراط الممثلة الخاصة للأمين العام مع كافة الجهات المعنية للمساعدة على المضي قدماً في العملية السياسية، ونؤكد على أهمية ضمان الشمولية في كافة جهود صُنع السلام، بما في ذلك عبر مشاركة المرأة فيها بشكلٍ هادف، ونقدر هنا تعيين الرئيس تواديرا مؤخراً خمس نساء من أصل اثنا عشر عضواً ضمن الإطار الاستشاري للانتخابات.

وبالنسبة للوضع الأمني المقلق والمتفاقم جراء استمرار أنشطة الجماعات المسلحة، نشدد على أن الالتزام الكامل بوقف اطلاق النار والتوصل إلى حلٍ سياسي يبقى محورياً لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، إلا أنه من الضروري في الوقت نفسه إيلاء أهمية قصوى لحماية المدنيين، مع التركيز بشكلٍ خاص على حماية النساء والأطفال من العنف الجنسي، فوفقاً لتقرير الأمين العام الأخير بشأن العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، تُعَد هذه المسألة من التحديات الخطيرة التي ينبغي معالجتها. وفيما يتعلق بحماية الأطفال، نُرحب بالتوقيع على خطة عمل وطنية تركز على مكافحة الاتجار بالأطفال في إبريل المنصرم.

ونود في ذات الإطار الإعراب عن قلقنا إزاء استمرار التهديدات التي تُشكلُهَا الذخائر المتفجرة على المدنيين وقوات حفظ السلام، حيث نقدّر هنا تعاون بعثة “مينوسكا” مع دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (أونماس) لمعالجة هذا التحدي، بما في ذلك عبر تقديم التدريب ونشر وحدات متخصصة وتوعية السكان بِسبُل التخلص من الذخائر المتفجرة على نحوٍ آمنٍ. وفي سياق التهديدات الأمنية الخطيرة الناجمة عن انتشار المعلومات المُضلَلَة والمَغلوطة، نقدر جهود بعثة “مينوسكا” في تنفيذ استراتيجية تُركز على التصدي لهذه المسألة.

ولابد أيضاَ من إيلاء أهمية للأوضاع الإنسانية والاقتصادية المستمرة في التدهور، لاسيما مع ارتفاع أسعار السلع، فوفقاً لبرنامج الأغذية العالمي يحتاج ثلاثةَ ملايين شخص في جمهورية أفريقيا الوسطى للمساعدات الإنسانية، في حين يعاني أكثر من نصفْ السكان من انعدام الأمن الغذائي، وتتفاقم هذه الأوضاع مع استمرار البلاد في مواجهة جائحة كوفيد وغيرها من التحديات الماثلة في مجال الصحة العامة، إذ نؤكد في هذا السياق على أهمية مواصلة الجهود لتوفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني، ونقدر مساعي “مبادرة الوصول العالمي للقاح كوفيد” (كوفاكس)، في تيسيّر الحصول على اللقاح اللازم.

وختاماً، نشدد على أهمية استمرار المجتمع الدولي في دعم جمهورية أفريقيا الوسطى لتحقيق السلام الذي طال انتظاره وإحلال الاستقرار والازدهار في المنطقة.

وشكراً، السيدة الرئيسة.