مشاركة

يلقيه السيد سعود المزروعي، المنسق السياسي بالإنابة

السيد الرئيس،

بدايةً، أشكر المدعي العام السيد/ كريم خان على إحاطتِه الوافية بشأن المستجدات المتعلقة بأنشطة المحكمة الجنائية الدولية في دارفور، وأرحب بمشاركة ممثل السودان في اجتماعنا اليوم.

السيد الرئيس،

مر السودان خلال العام الماضي وحدِه بظروف استثنائية شهدنا خلالها جهوداً حثيثة من قبل الأطراف السودانية، وبدعمٍ من الشركاء الدوليين والإقليميين، لا سيّما الآلية الثلاثية، لإطلاق مرحلة انتقالية جديدة.

وقد تُوّجت هذه الجهود بتوقيع مجموعة واسعة من الأطراف السودانية على “الاتفاق السياسي الإطاري” في الشهر الماضي، والذي يُعد خطوة هامّة نحو تحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق.

كما نُرحب بالتطور الإيجابي الأخير الذي شهدناه مطلَع هذا العام من حيث انطلاق المرحلة النهائية من العملية السياسية في السودان، مع تمنياتنا للمكونات السودانية بخالص التوفيق والسداد في مسيرتِهم المُقبلَة نحو استكمال المرحلة الانتقالية.

وبالتزامن مع هذه التطورات، استمر السودان في التواصل مع مكتب المدعي العام، حيث شَمِلَ ذلك تيسير زيارة هامة للمدعي العام إلى السودان في أغسطس الماضي، والتي تضمنت اجتماعات مع المسؤولين والأفراد المعنيين في السودان.  وفي ظل التطورات السياسية الإيجابية الأخيرة، نأمل استمرار هذا التواصل وأن يرافقَه حوار صادق وبنّاء بين المحكمة الجنائية الدولية والسودان، استناداً لمبدأ التكامل المنصوص عليه في النظام الأساسي للمحكمة، وبما يتماشى مع القوانين الوطنية في السودان.

وتؤكد دولة الإمارات على دعمِها لجهود السودان في تنفيذ آليات العدالة الانتقالية، وفقاً لأحكام اتفاق جوبا للسلام لضمان العدالة لضحايا دارفور.  كما تدعم بلادي جهود السودان الأخيرة لتهدئة التوترات في دارفور من خلال اتفاقات المصالحة المحلية، والتي ساهمت في دعم استقراره.

وختاماً، لا يفوتنا التأكيد على أن اتفاق جوبا للسلام، قد خلق واقعاً جديداً في السودان عامةً وفي دارفور على وجه الخصوص، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم للسودان لاستكمال تنفيذ كافة بنود الاتفاق.

وشكراً، السيد الرئيس.