مشاركة

السيد الرئيس،

تدعم دولة الإمارات ما قاله السيد تور وينسلاند، منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط خلال إحاطته للمجلس في الشهر الماضي، حول أهمية إعادة تنشيط الجهود الرامية لتحديد أفق سياسي مشروع للمضي قدما بعملية السلام وتحقيق حل الدولتين، بحيث تعيش دولة فلسطين جنبا الى جنب مع إسرائيل في سلام وامن واعتراف متبادل.

وفي هذا السياق، شهدت الفترة الأخيرة تطورات إيجابية على المستوى الدبلوماسي نأمل أن تساهم في توفير الظروف الملائمة لاستئناف عملية المفاوضات وبناء الثقة بين الأطراف. ونخص هنا بالذكر الاجتماعات الأخيرة التي عقدت على مستوى رفيع بين مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، والزيارة الأخيرة للمبعوث الأمريكي للشؤون الفلسطينية والاسرائيلية إلى المنطقة، بالإضافة للاجتماع الثلاثي الذي عقد بين مصر والأردن وفلسطين من أجل إحياء عملية السلام. إن دولة الإمارات، وإذ ترحب بهذه الخطوات الايجابية، تحث على أهمية الحفاظ على الزخم الحالي للدفع قدماً بجهود السلام في الشرق الأوسط.

وكأولوية، ينبغي مواصلة العمل للحفاظ على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وفلسطين بوساطة مصرية عقب تصاعد العنف في شهر مايو هذا العام. وتشجع دولة الإمارات أي مبادرات من شأنها استدامة تخفيف التوتر، حتى لا نشهد جولة عنف جديدة، قد تكون عواقبها مدمرة على المنطقة ككل. كما تؤكد بلادي أهمية السعي الى خفض التصعيد في كافة أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، فكما تشير بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، هناك ارتفاع في عدد الإصابات بين الفلسطينيين خلال الشهر الماضي، وخاصة بسبب العنف المتزايد للمستوطنين ضد السكان.

ولابد أيضاً من وقف كافة الإجراءات والممارسات غير الشرعية في الأرض الفلسطينية المحتلة والتي من شانها تقويض حل الدولتين، ومنها بناء وتوسيع المستوطنات، ومصادرة وهدم الممتلكات الفلسطينية، والتهجير القسري للسكان خاصة في القدس الشرقية. وفي هذا السياق، تؤكد دولة الإمارات على ضرورة أن تتحمل إسرائيل مسؤولياتها وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك عبر توفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين.

كما تؤكد دولة الإمارات على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس، وتمكين الفلسطينيين من ممارسة شعائرهم الدينية، مع احترام الدور التاريخي للمملكة الأردنية الهاشمية في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة. ونشدد هنا على أهمية تجنب اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تفاقم التوترات في مدينة القدس الشريف أو أن تؤثر على الترتيبات التاريخية المتعلقة بالمسجد الأقصى بشكل خاص.

السيد الرئيس،

بالتزامن مع جهود إعادة احياء عملية السلام في الشرق الأوسط، تحث دولة الإمارات المجتمع الدولي على مواصلة تقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني الشقيق، خاصة في ظل ما يتعرض له من أوضاع إنسانية واقتصادية صعبة تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19. وانطلاقاً من التزام بلادي التاريخي مع الشعب الفلسطيني، ساهمت الإمارات بأكثر من 883 مليون دولار أمريكي خلال الفترة من 2013 إلى 2021 لتمويل القطاعات الحيوية ودعم جهود التنمية في الأرض الفلسطينية المحتلة ووكالة الأونروا. كما أرسلت بلادي 60,000لقاحات وأكثر من 36.6 طن من المساعدات الطبية العاجلة لآلاف العائلات الفلسطينية في قطاع غزة لتمكينهم من التصدي للجائحة. ونجدد دعمنا للجهود الرامية إلى الدفع قدماً بملف إعادة الإعمار في قطاع غزة للتخفيف من المعاناة الإنسانية فيها وتوفير الفرص الاقتصادية خاصة للشباب الذين يعانون من مستوى بطالة مرتفع.

وفي الختام، السيد الرئيس، تعيد دولة الإمارات التأكيد على موقفها الثابت بشأن دعمها المطلق للقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ونشدد على أن الحل العادل والدائم والشامل لهذه القضية يتمثل في قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومرجعيات مؤتمر مدريد، ومبادرة السلام العربية وغيرها من المرجعيات الدولية المتفق عليها.