مشاركة

تلقيه الآنسة مها حرقوص

السيد الرئيس،

بدايةً، أشكر غانا على تنظيم هذا الاجتماع بشأن “تعزيز تنفيذ جدول أعمال الشباب والسلام والأمن من أجل إفريقيا آمنة ومستقرة”، كما أشكر مقدمي الإحاطات على إثراء مناقشتنا اليوم.

وأنتهز هذه الفرصة لتجديد التزام بلادي الراسخ بالقرارات الأممية المتعلقة بالنهوض بالشباب في مجالي السلام والأمن، ونتطلع في هذا السياق إلى إحياء الذكرى السنوية لاعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2250 في ديسمبر المقبل، إذ تعد مبادرة تاريخية قادتها المملكة الأردنية الهاشمية لتعزيز مشاركة الشباب في السلم والأمن وزيادة تمثيلهم في عمليات صنع القرار لمنع نشوب النزاعات وحلها.

وكما أشار العديد من المتحدثين قبلي، فقد أثبت شباب إفريقيا بأنهم المورد الأهم للقارة والقوة الدافعة نحو إحلال الاستقرار والتنمية والازدهار فيها، ولهذا، من المهم مواصلة بحث سبل دعمهم وتمكينهم وتوفير الفرص لهم، إلى جانب العمل على معالجة التحديات التي يواجهونها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. وفي هذا الإطار، أود أن أسلط الضوء على أربعة نقاط:

أولاً، يجب إعطاء الشباب فرص حقيقة للمشاركة في صنع السلام وبنائه، بما في ذلك الاستماع إلى آرائهم وأفكارهم حول سبل معالجة القضايا والأزمات الإقليمية والدولية، والتي عادةً ما تترك أثارها عليهم بشكلٍ كبير. ولهذا، تدعو دولة الإمارات إلى مواصلة تنفيذ جدول أعمال الشباب والسلام والأمن، لا سيما من قبل مجلس الأمن، ونشجع هنا على إعطاء الأولوية لمشاركة الشباب في إحاطات المجلس، عند مناقشته للقضايا الدولية ذات الصلة، الأمر الذي سيعمق فهمنا لتجارب الشباب في كافة مراحل النزاع وسبل تعزيز دورهم في معالجتها. 

ثانياً، يجب التركيز على المساهمات القيّمة للشباب في تعزيز ثقافة الحوار والتسامح والتصدي لخطاب الكراهية والتطرف والعنصرية، إذ يجب توفير المنصات والموارد التي تتيح لهم الاضطلاع بدورٍ فاعل في هذا الجانب، وأود هنا الإشارة إلى قرار مجلس الأمن رقم 2686 حول “التسامح والسلام والأمن الدوليين”، والذي يسلط الضوء على أهمية تمكين الأفراد، بما فيهم الشباب، في تعزيز التسامح والتعايش السلمي لدعم جهود بناء السلام والحفاظ عليها.

ثالثاً، يمكن لمجلس الأمن ومنظومة الأمم المتحدة ككل التشجيع على تعزيز التعاون مع المؤسسات الإقليمية لتمكين الشباب على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وذلك من خلال دعم المبادرات الشبابية، مثل “الإطار القارّي للشباب والسلام والأمن” و”خطة التنفيذ العشرية”، وتعيين أول مبعوث خاص للاتحاد الإفريقي للشباب. كما بإمكان برنامج الاتحاد الافريقي من اجل السلام، وخطط العمل الوطنية، إثراء معارف ووجهات نظر المؤسسات المعنية بالشباب، والتي يمكن أن تساهم في إحداث تغييرٍ إيجابي على الارض.

رابعاً وأخيراً، لا بد من مواصلة دعم وتمكين الشباب وتنمية قدراتهم من خلال تعزيز التنسيق بين أنشطة الشباب والسلام والأمن في منظومة الأمم المتحدة، بما يشمل مراقبة تنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة. ونتطلع بهذا الصددً إلى المشاركة النشطة لمكتب الأمم المتحدة للشباب في مجالات السلام والأمن والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان، حيث نشجع المكتب على بذل المزيد من الجهود لتوفير دعمٍ أكبر للدول الأعضاء من قبل الأمم المتحدة بشأن قضايا الشباب.

وشكراً لكم.