مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة

السيد الرئيس،

بدايةً، أشكر السيدة روغوابيزا على إحاطتها القيمة والمفصلة، ونرحب بمشاركة معالي سيلفي بايبو-تيمون، وزيرة جمهورية أفريقيا الوسطى، وممثل جمهورية رواندا، في هذا الاجتماع.

السيد الرئيس،

تشهد جمهورية أفريقيا الوسطى جملة من الأمور التي تتطلب اهتماماً متواصلاً من المجلس، ففي الوقت الذي تستعد فيه لعقد انتخابات محلية، تواجه البلاد هجمات مسلحة باستمرار، وتعاني من أضرار السيول، وتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة. ونرى هنا أهمية مراعاة كافة هذه المسائل أثناء مناقشاتنا المقبلة لتجديد ولاية بعثة مينوسكا، التي يظل دورها حيوياً لدعم الاستقرار والأمن في البلاد، إذ نأمل أن يوجه هذا المجلس رسالة واضحة للشعب في جمهورية أفريقيا الوسطى بأننا سنظل إلى جانبهم وسندعمهم في محنتهم وفي سعيهم نحو تحقيق الأمن والاستقرار.

السيد الرئيس،

نتفق جميعاً على أن الغاية الأساسية تتمثل في حماية المدنيين الأبرياء. وبالتالي، يؤسفنا استمرار أنشطة الجماعات المسلحة التي تستهدف المدنيين، وتؤثر بشكل خاص على النساء والأطفال، إلى جانب سعيها لنشر خطاب الكراهية بين المجتمعات، والذي يؤجج بدوره العنف القبلي خاصة في المناطق الريفية والنائية. لذا، من المهم العمل على خفض التصعيد ومعالجة هذه الأوضاع بشكل مستدام عبر وقف إطلاق النار ومواصلة الحوار بين الحكومة والجماعات المسلحة، والذي رغم إدراكنا بأنه ليس بالأمر اليسير، إلا أنه ضروري.  ويبقى البناء على المكتسبات التي تحققت حتى الآن في مجال نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج مسألة جوهرية لتفادي إعادة تجنيد المقاتلين السابقين. ونقدر هنا المساعي الحميدة لبعثة مينوسكا في دعم الجهود المبذولة في هذا الجانب. 

وفي إطار الموافقة الرئاسية على سياسة الأمن الوطني الجديدة ومسودة الاستراتيجية الوطنية لإصلاح القطاع الأمني، نأمل أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز القدرات الأمنية للبلاد، ونؤكد على أهمية تعزيز الدعم الإقليمي والدولي لجمهورية أفريقيا الوسطى، لا سيما في مجال بناء مؤسساتها وبسط نفوذها في أرجاء البلاد.

وعلى الصعيد السياسي، وبينما تعمل الجهات المعنية الفاعلة في جمهورية أفريقيا الوسطى على التوصل لتوافقات يمكن العمل من خلالها على الترتيبات السياسية والأمنية اللازمة، يجب أن تبقى المساعي المبذولة في هذا الجانب بقيادة وملكية وطنية، خاصة في ظل ترقب البلاد إجراء الانتخابات المحلية. ونؤكد مجدداً على أن الالتزام بتنشيط الاتفاق السياسي للسلام والمصالحة عبر خارطة طريق لواندا يبقى أساسياً لإحراز تقدمٍ في العملية السياسية، على أن يرافق ذلك استمرار الدعم الإقليمي والدولي الهام للبلاد في سعيها لتحقيق هذه الغاية وتوفير الأمن والاستقرار لشعبها. ولا يفوتنا التأكيد هنا على ضرورة ضمان المشاركة الكاملة والهادفة والمتساوية للمرأة في هذه المناقشات، مع التنويه بأن ذلك يتطلب توفير الحماية للمرأة وتمكينها من الاضطلاع بدورها في مختلف المجالات.

وختاماً، السيد الرئيس، نعرب عن تقديرنا لجهود قوات حفظ السلام وبسالتهم في وجه المخاطر التي يتعرضون لها، ويؤسفنا استمرار استهداف قوات حفظ السلام والجهات الإنسانية والتي نواصل إدانتها في اجتماعات المجلس، الأمر الذي يتطلب اتخاذ إجراءات لحمايتهم ليتمكنوا من مواصلة دورهم الحيوي، خاصة من حيث إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين. ونؤكد على دعمنا للجهود الحثيثة للممثلة الخاصة والعمل الذي تقوم به مع فريقها لدعم جمهورية أفريقيا الوسطى.

وشكراً، السيد الرئيس.