تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة
السيد الرئيس،
بداية أشكر المتحدثين على احاطاتهم القيمة ونعرب عن تقديرنا لكم، سيد كارلوس ماسيو، على ما تبذلونَهُ من جهودٍ في كولومبيا. وأرحب بمشاركة معالي معالي الفارو ليفا وزير خارجية كولومبيا في اجتماع اليوم.
السيد الرئيس،
في وقتٍ تزدادُ فيه حِدة التوترات والأزمات حول العالم، أصبحَ الحفاظ والبناء على إنجازات السلام التي حققتها العديد من الدول ضرورةً قصوى، مثل اتفاق السلام النهائي، الذي يمثل نموذجاً على أهمية الحوار.
وعليه، نُرحب بالجهود المستمرة للرئيس غوستافو للتنفيذ الكامل والشامل لاتفاق السلام النهائي، باعتبارها جوهرية للبناء على الشوط الكبير الذي قطعته كولومبيا نحو إحلال السلام والاستقرار الدائمين، ويشمل ذلك التزام الحكومة الكولومبية بالآليات الأساسية، مثل اللجنة الوطنية المعنية بالضمانات الأمنية ولجنة متابعة تنفيذ الاتفاق النهائي وتعزيزه والتحقق منه، إلى جانب سعي الحكومة لضمان الشمولية وما تبذُله من مساعٍ في هذا الجانب، مثل إجراء إصلاحات في مجال التكافؤ بين الجنسين، وإنشاء وزارة جديدة معنية بالمساواة، ومجلساً وطنياً للشباب، ونتطلع إلى مواصلة الحكومة التزامها بهذه المسائل.
إن مبادرات، كتلك التي تقودها المجتمعات الكولومبية لتعزيز التعايش السلمي وإعادة الإدماج، تُمثل أداة أساسية لحماية المكتسبات التي حقَقَها المقاتلين السابقين بصعوبة ولمعالجة الشواغل الأمنية المستمرة في كولومبيا، ويشمل ذلك العنف ضد قادة المجتمعات المحلية. ولا شك أن تطوير استراتيجيات محلية تَضُم المقاتلين السابقين والشباب، بالتزامن مع تنفيذ الضمانات الأمنية للاتفاق النهائي، سيُسهِم في ترسيخ السلام بين المجتمعات. ونُقدر في هذا السياق قيام البلديات بتحديث خُطط واستراتيجيات إعادة الإدماج باستمرار وذلك بالتنسيق مع السلطات والمجتمعات المحلية والمقاتلين السابقين، إذ نأمل أن تؤدي مثل هذه المساعي، وأية تدابيرٍ أخرى تهدف إلى تحقيق السلام على نطاق أوسع، إلى دعم كولومبيا في مسارها نحو بناء مستقبلٍ يَعُمه السلام.
السيد الرئيس،
مِنَ المُشجع ما يظهره الشعب الكولومبي من تفانٍ مستمر إزاء تحقيق المصالحة وكذلك التزام الرئيس الكولومبي بتنفيذ التوصيات الواردة في التقرير النهائي للجنة تقصي الحقائق، إذ يُشكل هذا التقرير وغيرِه من العناصر التي يتضمنها النظام الشامل للحقيقة والعدالة والتعويض وعدم التكرار ركيزة مهمة لتحقيق المُصالحة في كولومبيا، بما في ذلك من خلال توسيع نطاق تركيز القضايا التي يتولاها الجهاز القضائي الخاص من أجل السلام.
وختاماً، تؤكد دولة الإمارات على التزامِها بدعم كولومبيا في مسيرتها نحو إحلال السلام والاستقرار الدائمين، وعلى دعمها الكامل لبعثة التحقق التابعة للأمم المتحدة في كولومبيا ولجهودِها في هذا السياق.
وشكراً، السيد الرئيس.