مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائب المندوبة الدائمة

السيد الرئيس،

أود بدايةً أن أشكركم وأشكر فريق عملكم على تنظيمِ هذه الإحاطةِ الهامة. والشكر موصول للسفير أسامة عبد الخالق والسيد منور حسين على إحاطتيهما بشأن مستجداتِ الأعمال الهامة للجنة بناء السلام، ونثمن التزامَهما بتعزيز عمل اللجنة على مستوى الأمم المتحدة.

السيد الرئيس،

إن ضمانَ سلامٍ مستدامٍ ومنعَ نشوب الصراعات يُعد هدفاً جماعياً مشتركاً، ونرى أن النهجَ التكميلي للجنة بناء السلام في دعمِ السلمِ والأمنِ له دورٌ هام في تحقيق هذه الغاية، ليس فقط من خلال أنشطتِها في السياقاتِ الخاصة بكل بلد، ولكن عبر جهودها أيضاً في العديد من المسائل التي تتناولُ قضايا المرأةِ والشبابِ في السلامِ والأمن، وتغيرِ المناخ وجائحة كوفيد تسعة عشر، والابتكار.

ونشيد في هذا السياقِ بما أحرزتهُ لجنةُ بناء السلام من تقدم سمعنا عنه الكثير  في إحاطات اليوم، ونود بالأخص تسليط الضوء على زيادةِ مشاركةِ النساء من بناةِ السلام ومشاركة الشباب في اجتماعاتِ اللجنة عام ألفين وواحد وعشرين، حيث أن هذه الجهود، تعكس مساعيها الجادة في تحقيق نتائجَ عملية تعتمد على السياقات المحلية. ونود كذلك التأكيد على الفوائد القيمة المترتبة عن تنسيق لجنة بناء السلام مع هذا المجلس، ودورِ اللجنة في بناء الجسور بين الجمعية العامةوالمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الأمن. ورغم هذه الإنجازات، ندرك وجود تحدياتٍ ماثلة أمام اللجنة والتي ينبغي تخطيها ونكرر هنا كما ذكر عدد من الدول الأعضاء الحاجة لتوفير تمويل كافٍ ومستدام وقابل للتنبؤ لأنشطة بناء السلام.

ومن هذا المنطلق، نؤكد على مجالين يمكن من خلالهما تعزيز التعاون بين مجلس الأمن ولجنة بناء السلام:

أولاً: نشجع أعضاء المجلس على تعزيز تواصلِهم مع لجنةِ بناء السلام، بما في ذلك عبر مواصلة دعوة اللجنة لتقديم إحاطاتٍ ومشوراتٍ مُدوَنَة للمجلس حول المسائل ذات الصلة، حيث أن التنسيق مع اللجنة قبل وخلال فترة رئاسة الأعضاء للمجلس يعد أحد السبلِ الهامة، ليس فقط لتحديد القضايا التي تساهم فيها لجنة بناء السلام، بل أيضاً لإتاحةِ الوقت الكافي لإعداد التحضيراتِ اللازمة قبل اجتماعات المجلس وإجراء المشاورات بطريقة فعالة.

وعلى سبيل المثال، دعت دولة الإمارات اللجنة – أثناء رئاستنا للمجلس في شهر مارس، لتقديم مشوراتٍ مُدونَة حول مُناقَشَتِنا المفتوحة بشأن المرأة والسلام والأمن، وكذلك اجتماعنا بصيغة آريا حول أمن المناخ، وذلك بالتنسيق مع لجنة بناء السلام وكينيا بصفتها المنسق غير الرسمي للجنة ومجلس الأمن، إذ كانت مساهمات اللجنة قيّمة وضرورية في بلورة هذه المناقشات.

ثانياً: يجب الاستفادة من آراء وتوصيات لجنة بناء السلام عند تصميم وتنفيذ ولايات عمليات السلام والترتيبات الانتقالية لها، حيث يمكن لهذه المساهمات تعزيزَ هدف المجلس في ضمان أن تشتمل استراتيجيات الخروج من حالات النزاع على العناصر الأساسية اللازمة لترسيخ السلام في السياقات المحلية. كما يُمكن للمجلس إيجاد وسائلَ لإشراك لجنة بناء السلام في المراحل الأولية لهذه الجهود. ونرى أن هذا النوع من التنسيق يُتيح لنا توسيع نطاق الجهات المعنية في هذا المجال، بما في ذلك مؤسسات التنمية الإقليمية والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

وفي الختام، تؤكد دولة الإمارات على تقديرها للجهود المستمرة للجنة بناء السلام في مجال منعِ النزاعاتِ والحفاظ على السلام ويمكن للجنة الاعتماد على دعمنا المتواصل.

وشكراً لكم.