مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة

السيدة الرئيسة،

بدايةً، أشكر الممثل الخاص السيد بيرثيس على إحاطته الوافية بشأن المُستجدات في السودان وجهود الآلية الثلاثية في الفترة الأخيرة، كما تابعنا إحاطة السيد إبراهيم مُداوي وأرحب بمشاركة السفير الحارث محمد في اجتماع اليوم.

السيدة الرئيسة،

في خِضَم استمرار البحث عن طريقٍ واضح للخروج من الأوضاع السياسية الراهنة، ورغمَ تراكم التحديات التي تواجِهُها البلاد، نرى بأن إحراز تقدمٍ ملموس في السودان لا يزال ممكناً ويستوجب دعماً جاداً من المجتمع الدولي.

وفيما يتعلق بالمُستجدات بشأن جهود الآلية الثلاثية، ومنها التواصل المستمِر مع أصحاب المصلحة السودانيين، نُشير هنا إلى اجتماع الثامن من يونيو والذي أكّد على أهمية شمولية الحوار لكافة الأطياف السودانية بهدف التوصل إلى اتفاق مستدام، وكذلك أشير إلى اجتماع التاسع من يونيو، والذي هدف إلى تقريب وجهات النظر، وهي خطوة ضرورية، لابد منها، لتعزيز المصلحة الوطنية وتغليب لغة العقل والحكمة وتجاوز الخلافات لما فيه مصلحة الشعب السوداني الشقيق. ومن جانب آخر، نأمل أن يُساهم إعلان المؤسسة العسكرية انسحابها من المفاوضات – التي ترعاها الآلية الثلاثية – في الوصول إلى توافقٍ بين القوى السياسية بشأن تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية، وكما أشرنا سابقاً، تعد المُلكيَّة السودانية للعملية السياسية جوهرية لضمان نجاح المرحلة الانتقالية.

أما بشأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وما يرافقها من ظروف إنسانية تفاقمت جراء الفيضانات والسيول وانعدام الأمن الغذائي الحاد، نرى أهمية أن ينظُرَ المانحين الدوليين في مراجعة قراراتهم الاخيرة، الأمر الذي من شأنه أن يحول دون انهيار الاقتصاد السوداني، ويساعده على التعافي. ويتعين أيضاً على المجتمع الدولي تكثيف دعمِه للسودان للتخفيف من مِحنَة المتضررين من تداعيات المناخ، إذ نُعرب مجدداً عن خالِص تعازينا ومُواساتِنا للسودان وشعبه الشقيق وعائلات الضحايا جرّاء الفيضانات التي عصفت بالبلاد، ونؤكد على مواصلة بلادي التزامِها بتقديم المساعدات الإغاثية من خلال الجسر الجوي الذي أطلقناه مؤخراً لدعم المنكوبين في السودان.

وبالنسبة للأوضاع الأمنية، نرى أن الآليات الوطنية في السودان مهمة لتهدئة التوترات، كرعاية السودان لعددٍ من اتفاقات السلام المحلية المرتبطة بالاشتباكات بين القبائل في غرب وجنوب دارفور. وبالرُغمِ من الدعم المحدود الذي تلقّاه السودان بشأن استكمال تنفيذ اتفاق جوبا للسلام، إلا أنّه تمكن من تحقيق تقدمٍ ملحوظ في الترتيبات الأمنية في دارفور والتي تجسدت – على سبيل المثال – في جهود اللجنة الدائمة لوقف إطلاق النار والتخريج الأخير للدفعة الأولى من قوات حفظ الأمن المشتركة، ونذكّر هنا بأن الفترة الحالية تتطلب من المجتمع الدولي تكثيف جهودِه وتقديم الدعم الفني والمالي ليتمكن السودان من إحراز المزيد من التقدم، بما يضمن استعادة الاستقرار في أرجاء دارفور. 

وفي الختام، تُؤكد دولة الإمارات على دعمهِا لتطلعات الشعب السوداني ونجدد التزامنا بسيادة السودان واستقلاله وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية.

وشكراً، السيدة الرئيسة.