مشاركة

السيدة الرئيسة، 

بدايةً أشكُر مساعدة الأمين العام السيدة مارثا بوبي وكذلك المبعوثة الخاصة السيدة هانا تيتيه على إحاطتيـهما الوافيتين، وأرحب بمشاركة ممثليّ السودان وجنوب السودان في هذه الجلسة.

السيدة الرئيسة،

يعقد اجتماعُنا اليوم خلال مرحلةٍ بالغةَ الدقةِ، حيث تستمر الاشتباكاتُ في السودان رُغم تمديد الهُدنة المُعلَنة، هذا إلى جانب وقوعِ خسائرَ فادحةٍ في الأرواح وتَدهوُر الأوضاعِ الأمنيةِ والاقتصاديةِ والإنسانية، والتي قد تُهدد بتقويض الجهود التي بذلتها بعثة يونيسفا حتى الآن لدعم الاستقرارِ الهش في منطقة أبيي.          

ونظراً للأوضاع الحاليةِ في السودان وإدراكاً منا لمدى ارتباطِها الوثيق باستقرارِ منطقة أبيي وقُدرةِ بعثة يونيسفا على الاضطلاع بولايتها، تُكرر دولة الإمارات دعواتِها للأطراف للالتزام بالهُدنة والوقفِ الفوري لإطلاق النار وضمان حماية المدنيينَ ووصولِ المساعداتِ الإنسانية في السودان بشكلٍ عاجلٍ ودون عوائق. ونُقدّر – في هذا السياق – الجهودَ الحثيثةَ للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في تيسير المحادثات الجارية بين الأطراف في جدة. 

ومن جانبها، تواصل بلادي مساعداتها الإغاثية اليومية للشعب السوداني إلى جانب عمليّات الإجلاء لرعَايَا أكثر من عشرين دولة وتوفير كافة الرعاية لهم طوال فترة تواجدهم في الدولة إلى حين عودتهم إلى بلدانهم.

 ونُؤكد بأنه لا بديلٌ عن الحوارِ والتواصل البنّاء لإعادة السودان إلى طريق الانتقال السلمي. ولهذا، سنواصل دعمَ المبادراتِ المنصبةِ في هذا الاتجاه، ومنها تلك التي يقودُها الاتحادُ الإفريقي والإيغاد وجامعة الدول العربية وغيرها من المبادرات لأهميتها في مساعدة أشقائنا في السودان على تخطي الأزمةِ الراهنة. وفيما يتعلقُ بالتطوراتِ في منطقة أبيي، نرى ضرورةَ الحفاظِ على التعاونِ بين السودان وجنوب السودان بشأن المنطقة، بما في ذلك عبرَ المشاركاتِ رفيعةِ المستوى والتي تمثلت بعقدِ محادثاتٍ واجتماعاتٍ ثنائيةٍ بشأن أبيي، وأن يواصلَ الطرفانِ ما أكدا عليه خلال هذه الاجتماعات من حيث التزامهما بالتواصل البنّاء ومناقشة الوضعِ النهائي لمنطقة آبيي في الجولاتِ المُقبلة، فضلاً عن موافقَتِهما على استئناف اجتماعات لجنة الرقابة المشتركة في أبيي. ومجدداً، نرى أن للمنظماتِ الإقليميةِ دورٌ هام في دعم وتوطيدِ هذه العلاقات لتحقيق النتائجَ المرجوة، خاصةً مع إدراكِنا للتأثيرِ المحتملِ  للأوضاع الراهنة في السودان والتوترات المستمرة في جنوب السودان.

ومع مواصلة الجهود لتمهيدِ الطريقِ أمام مناقشةِ الوضعِ النهائي لمنطقة أبيي، لا يزال يقلقنا استمرارِ الاشتباكاتِ والعنفِ بين المجتمعاتِ والحوادث التي تعيقُ عملياتِ بعثة يونيسفا وتُفاقِم الأوضاعَ الأمنيةَ والإنسانيةَ المتردية في المنطقة. ولهذا، تدعو بلادي إلى وقفِ أعمالِ العنف وتُدين عملياتِ قتلِ المدنيينَ والعاملينَ في المجال الإنساني وكذلك أعمال العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس.

ونثني هنا على الدورِ القيادي لبعثة يونيسفا في تعزيزِ مشاركةِ النساء من مختلفِ المجتمعاتِ في عملياتِ السلام والأمن في منطقة أبيي، بما في ذلك من خلال إنشاء لجنةٍ نسائيةٍ مشتركةٍ للسلام في منطقة أميت، ونكرر تأكيدَنا على أن المشاركةَ الكاملةَ والهادفةَ والمتساويةَ للمرأة من شأنها ضمان استدامةِ عمليات السلام ومنع انتشار النزاعات.

وفي ظل الظروف المعيشيةِ الصعبةِ في منطقة أبيي والتحدياتِ القائمةِ في المنطقة على نطاق أوسع، من المشجع ما نشهدُه من جهودٍ مشتركةٍ يبذلُها كلا المُنَسّقَينِ المُقيمَيْنِ في السودان وجنوب السودان لتنفيذِ البرنامجِ المشتركِ لمنطقة أبيي، وبما يدعم سُبل المعيشةِ لسكانها.

وكما سبق وذكرنا مراراً، إن التعايشَ السلميَّ والتسامح والحوارَ ركيزة أساسية لبناء مجتمعاتٍ سلميةٍ ومزدهرة، ونشيد – في هذا السياق – بالتواصلِ المستمر لبعثة يونيسفا مع كافةِ أصحابِ المصلحة ومنهم القادةُ التقليديون والشبابُ والنساء لتعزيزِ الحوار بين المجتمعاتِ المحلية، لا سيما قبل فترةِ التَّرحالِ الرَّعَوي. وندعو جميع الأطرافِ إلى التقَيدِ بالتزاماتِها بموجَب الاتفاقاتِ القائمة.

وأخيراً، تشجع دولة الإمارات بعثة يونيسفا على مواصلةِ تعزيزِ جهودِها في منطقة أبيي والتنسيقِ مع وكالاتِ الأمم المتحدة للحد من التوتراتِ الحاليةِ بين المجتمعات.

وشكراً، السيدة الرئيسة.