تلقيها السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبةالدائمة
السيدة الرئيسة،
أشكر الممثل الخاص السيد نيكولاس هايسوم، والسيدة غادة مضوي، على إحاطتيهما الشاملتين. لقد تابعنا باهتمام إحاطة السيدة لورنا ميريكاجي. وأرحب بمشاركة ممثل جنوب السودان في جلسة اليوم.
أود الإشارة إلى التطورات الإيجابية التي شهِدَها جنوب السودان مؤخراً، والتي نرى أنها ستساهم في تعزيز تنفيذ “الاتفاق المعاد تنشيطه”، حيث نقدر الجهود التي بُذلت في هذا المسار، ومنها اكتمال تكوين المجلس التشريعي الوطني الانتقالي المُعاد تشكيله، وتقديم مشروع القانون المتعلق بعملية وضع الدستور، والبدء بعملية تشاورية لإنشاء “لجنة الحقيقة والمصالحة وتضميد الجراح”. كما أن التوقيع على اتفاق بشأن الترتيبات الأمنية الانتقالية في شهر إبريل الماضي، وبِوسَاطة جمهورية السودان، يُعد خطوةً مهمة في اتجاه تنفيذ الاتفاق المُعاد تنشيطه، ونحث جنوب السودان على مواصلة البناء على تلك المكتسبات، لتحقيق الأمن والازدهار المنشودين، ونؤكد هنا على أهمية مشاركة المرأة بشكلٍ كامل وهادف ومتساوٍ في كافة مراحل صُنع السلام.
ومن المهم أيضاَ استمرار التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية مثل الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، والأمم المتحدة، حيث يمكن تيسيّر هذا التعاون عبر جهود مثل عملية التقييم الثلاثية للوقوف على احتياجات جنوب السودان للانتخابات وعملية وضع الدستور، مع تقديرنا لجهود الوساطة لمجموعة سانت إيجيديو في دعم جنوب السودان في مسارِه نحو الاستقرار.
وفيما يتعلق بالأوضاع الأمنية المُقلِقة في البلاد، ينبغي مضاعفة الجهود لمعالجة التحديات القائمة، لاسيما التصدي للارتفاع الحاد في معدلات العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، بما يشمل مواصلة تنفيذ خطة عمل القوات المسلحة للتصدي للعنف الجنسي المتصل بالنزاع في جنوب السودان.
ولابد أيضاَ من معالجة الأسباب الجذرية للعنف، ومنها تداعيات تغير المناخ، الذي يزيد من التنافس على الموارد الطبيعية، ويؤدي إلى تصاعد العنف بين القبائل، ويفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية الهشة، وينبغي التركيز على هذه المسألة بشكلٍ خاص مع اقتراب موسم الأمطار في جنوب السودان وما يرافقُهُ عادةً من فيضانات. ونقدِّر هنا جهود بعثة “أونميس” في تقديم الدعم اللازم للحد من مخاطر هذه الفيضانات، ونتطلع إلى قيام البعثة بتقييم المخاطر المتعلقة بتغير المناخ وفقاً لقرار مجلس الأمن 2625، وذلك بالتنسيق مع فريق الأمم المتحدة في جنوب السودان، حيث إن بلورة صورة أوضح بشأن المخاطر المناخية، سيساهم في التصدي لها على نحوٍ أكثر فعالية.
السيدة الرئيسة،
كما استمعنا اليوم، تستمر الأزمة الإنسانية في جنوب السودان بالتدهور، إذ يحتاج أكثر من ثُلثيّ الشعب إلى تلقي مساعدات إنسانية عاجلة، وتزداد حدة الأوضاع خطورةً مع أزمة الغذاء العالمية، فوفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، وصَلَ انعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان إلى مستوياتٍ متدنية منذ عام ألفين وإحدى عشر، الامر الذي يتعين على المجتمع الدولي تعزيز التعاون لتلبية الاحتياجات الإنسانية لشعب جنوب السودان، وأود أن أشير في هذا السياق إلى إعلان البنك الدولي لمنحة بمقدار سبعين مليون دولار أمريكي لتمويل برامج التمكين الاجتماعي والاقتصادي للنساء والفتيات في جنوب السودان، بما في ذلك الناجيات من العنف القائم على نوع الجنس، إذ تعد مثل هذه الجهود ضرورية لبناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة. كما نُقَدِّر الدعم الذي تقدمُهُ بعثة “أونميس” لإيصال المساعدات الإغاثية للمحتاجين، وضمان حماية العاملين في المجال الإنساني، حيث نشعر بالقلق إزاء الهجمات التي تستهدفهم.
وأخيراً، تؤكد دولة الإمارات على التزامِها بمساندة كافة الجهود لتحقيق الوحدة والسلام والاستقرار في جنوب السودان.
وشكراً، السيدة الرئيسة.