مشاركة

يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوب الدائم

السيد الرئيس،

أشكر السيد هانس غروندبيرج والسيدة غادة مضوي على إحاطتيهما القيمتين حول آخر المستجدات في اليمن. ونجدد التأكيد على دعمنا لمساعي الأمم المتحدة في هذا السياق. كما نرحب بمشاركة سفير الميمن سعادة عبدالله السعدي في جلسة اليوم.

ونود بدايةً أن نعرب عن تقديرنا العميق ودعمنا الكامل لجهود الوساطة المتواصلة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لإنهاء الحرب في اليمن عبر تجديد الهدنة وتثبيت وقف إطلاق النار بالتزامن مع تنفيذ إجراءات لتحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وذلك تمهيداً لبدء عملية سياسية شاملة بين الأطراف اليمنية.

كما نثمن المساعي المُخلِصة الذي تقوم بها سلطنة عُمان لتحقيق المصالحة في اليمن، ونؤكد على أهمية تضافر الجهود لاغتنام الفرصة الحالية لإنهاء الأزمة وبدء مرحلة جديدة تنهي معاناة الشعب اليمني وتُعيد له الأمن والاستقرار والازدهار.

السيد الرئيس،

تُمثل عملية الإفراج عن مئات الأسرى والمختطفين في الأيام الأخيرة بارقة أمل جديدة تُعزز التفاؤل بشأن إمكانية تحقيق المزيد من التقدم على مختلف المسارات الإنسانية والاقتصادية والسياسية. ونأمل أن تُعزز هذه الخطوة فُرص تفتح المجال أمام إطلاق سراح جميع الأسرى والمختطفين استناداً إلى مبدأ “الكل مقابل الكل” المنصوص عليه في اتفاق ستوكهولم.  ونشيد في هذا الإطار بالجهود التي بذلها مكتب المبعوث الخاص واللجنة الدولية للصليب الأحمر لتحقيق هذا الانجاز الإنساني الهام. كما نُرحب باللفتة الإنسانية الكريمة من المملكة العربية السعودية، والتي أطلق فيها اليوم سراح 104 من أسرى الحوثيين بشكل أحادي الجانب، كخطوة أخرى لدعم مسار السلام.

وفي ظل التحول الإيجابي الذي يشهده اليمن والمنطقة بشكل عام، نؤكد على أهمية التوصل إلى خارطة طريق تمهد السبيل لإطلاق حوار يمني-يمني برعاية الأمم المتحدة. ولتحقيق هذا الغرض، يجب التركيز على وضع مصلحة الشعب اليمني ومستقبله فوق أي اعتبارات أخرى، والتخلي عن استخدام السلاح أو التهديد به، والتمسك بالحوار كوسيلة وحيدة لحل الخلافات إلى أن يتم التوصل إلى حلٍ سلمي يرتكز على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

السيد الرئيس،

مع مرور عام على التهدئة النسبية في اليمن، تجدد دولة الإمارات التأكيد على دعمها الكامل للجهود الإقليمية والأممية بهدف إيجاد حلٍ سياسي للأزمة اليمنية. كما تؤكد دولة الإمارات على مواصلة دعمها الإنساني للشعب اليمني الشقيق وحرصها على تحقيق الاستقرار والتنمية في اليمن.

وفي السياقين الإنساني والاقتصادي، ندعو إلى التركيز بشكل أكبر على إعادة إنعاش الاقتصاد اليمني، لما له من صلة وثيقة بتخفيف حدة الأزمة الإنسانية وتحسين الظروف المعيشية لليمنيين. ونطالب الحوثيين برفع كافة القيود المفروضة على المنظمات العاملة في المجال الإنساني، وخاصة تلك التي تستهدف النساء. ونؤكد على أهمية دعم الجهود الرامية إلى تمكين المرأة اليمنية ودعم مشاركتها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وفي الختام، نشدد على ضرورة التحلي بالحكمة والعقلانية في المرحلة المقبلة والتمسك بنهج التهدئة والحوار والسلام، مع توجيه الجهود نحو مسيرة البناء والتنمية والازدهار في اليمن والمنطقة بأكملها.

وشكراً، السيد الرئيس.