تلقيه الآنسة/ غسق شاهين المنسق السياسي
السيدة الرئيسة،
بدايةً، أشكر المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك على إحاطته. كما استمعنا إلى إحاطة المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إليزابيث سالمون، وإلى الإحاطة المؤثرة لممثل المجتمع المدني السيد كيم ومناشدته.
تُدين دولة الإمارات مواصلة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تطوير قدراتها النووية وصواريخها الباليستية التي تشكل تهديداً واضحاً، ليس فقط للدول المجاورة، وإنما أيضاَ للسلم والأمن الدوليين. ونطالب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية احترام القانون الدولي، ووقف انتهاكاتها الصارخة والامتثال لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك وقف الاستمرار في إطلاقها للصواريخ الباليستية.
السيدة الرئيسة،
تولي دولة الإمارات اهتماماً بالغاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، لاسيما المسؤولية الأساسية للدول في حماية وتعزيز حقوق الإنسان داخل أراضيها وولايتها القضائية، وهو مبدأ أساسي لمنظومة الأمم المتحدة، ولاتزال تقارير الأمم المتحدة بشأن الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية مقلقة للغاية، بالإضافة إلى العنف الجنسي والجنساني ضد النساء والفتيات، واختطاف الرعايا الأجانب، ومخاوف أخرى، إذ أشارت تقارير أممية إلى أن هناك أكثر من أربعين في المائة من السكان يعانون من نقص حاد في الغذاء، وأن حوالي عشرين في المئة من الأطفال يعانون من توقف النمو. ومن هذا المنطلق تؤكد بلادي على أهمية تعزيز أطر التعاون بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وأجهزة وآليات ولجان الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان، بما فيها مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، والانخراط بشكل إيجابي وفعال مع تلك الآليات، بما يساهم في تعزيز وحماية حقوق الإنسان.
كما تشير بلادي هنا إلى أن المنظمات الإنسانية تقدم خدماتها على أساس مبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز، وأن عملها النشط وغير المسيس ساهم سابقاً في تحسين أوضاع المدنيين في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية. وعليه نأمل بعودة قريبة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية للعمل من أجل دعم ومساعدة المحتاجين. كما نحث جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية على منح الأولوية لسلامة شعبها وتوجيه محدودية الموارد لتحقيق الأمن الغذائي وتلبية الاحتياجات الإنمائية.
وختاماً السيدة الرئيسة، تؤكد دولة الإمارات على أهمية إنهاء دوامة التصعيد والمواجهة والجمود، وذلك من خلال انتهاج سبل الحوار البنّاء والدبلوماسية الهادئة، وبعيداً عن التهديد والاستفزاز، بوصفه السبيل الأمثل لتخفيف التوترات وإعادة بناء الثقة، وبما يدعم تحقيق الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. ونشجع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية على التعاون مع أجهزة الأمم المتحدة ومع المجتمع الدولي بشأن كافة القضايا المتعلقة بالسلم والأمن وعدم الانتشار وحقوق الإنسان. كما نؤكد في الوقت ذاته على أهمية أن يتبنى مجلس الأمن نهجاً موحداً في التعامل مع الأخطار التي تهدد السلم والأمن الدوليين، بما فيها شبه الجزيرة الكورية.
وشكراً لكم.