الإمارات العربية المتحدة تؤكد اليوم بفخر التزامها بتحقيق أهداف مبادرة “الطاقة المستدامة للجميع”، وتُبرز أهم مساهماتها على الصعيدين المحلي والدولي. لقد أدركت الإمارات العربية المتحدة منذ وقت مبكر أن تنويع مصادر الطاقة سيكون له شأن كبير في المستقبل، وبالفعل فقد أكدت هذه النظرة صحتها بصورة قاطعة. إذ تساهم حالياً الكفاءة في استخدام الطاقة والمصادر المتجددة بصورة غير مسبوقة في الادخار في التكاليف وضمان أمن الطاقة وتخفيف ظاهرة تغير المناخ، الأمر الذي يشكّل حلاً إنمائياً مستداما لطالما سعى إليه المجتمع الدولي.
فضلا عن ذلك، فإن مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة تقلل بشكل ملحوظ من تكاليف الحصول على الطاقة على المستوى العالمي، وهي خطوة كبيرة في طريق القضاء على الفقر. وعلى سبيل المثال، تعتبر الطاقة الشمسية مصدراً منافسا للحصول على الطاقة الكهربائية في أجزاء عديدة من العالم، حتى في حالات هبوط أسعار النفط الى 10 دولارات للبرميل الواحد.
إن الإمارات العربية المتحدة تغتنم هذه الفرصة على الصعيد المحلي، ويتجلى هذا في قيام دبي بزيادة المستوى المنشود لإنتاج الطاقة المتجددة الى ثلاثة أضعاف ليصل إلى 15 في المائة بحلول عام 2030، وإعلانها عن عطاءات تشمل إنشاء مشاريع لتوليد الطاقة الشمسية بسعة إنتاجية تصل الى 1000 ميغاواط. أما فيما يتعلق بتحقيق الكفاءة في استخدام الطاقة، فقد جرى هذا العام إصدار قانون لوقف استخدام المصابيح الفلورية المتوهجة عديمة الكفاءة، وتم أيضا إصلاح نظام الرسوم المفروضة على الماء والكهرباء. كما قمنا بتعزيز الأطر التنظيمية في الدولة بهدف إفساح المجال أمام القطاع الخاص لتنفيذ استثمارات تتسم بالكفاءة عن طريق الشركات المعنية بتقديم خدمات الطاقة.
أما على الصعيد الدولي، فإننا نتبع نهج نمو مماثل، حيث أعلنت “مصدر”، وهي شركة حكومية لإنتاج الطاقة المتجددة ومقرها أبوظبي، عن مجموعة من المشاريع التجارية الرئيسية يتم تنفيذها في كل من مصر والمملكة المتحدة والأردن وعُمان.
وعلى صعيد آخر، يتواصل نمو برنامجنا الخاص بتقديم المساعدة في مجال تطوير الطاقة المتجددة لتصل قيمته الى أكثر من 700 مليون دولار. والى جانب تحديد ستة اتفاقات في مجال الطاقة المتجددة في منطقة الباسيفيك، فقد التزمنا هذا العام بتنفيذ مشاريع في جزر المارشال وميكرونيزيا وناورو وبالاو وجزر سليمان، وبإقامة مشاريع جديدة في الأرجنتين وكوبا وإيران وموريشيوس وسانت فنسنت وغرينادين. بالإضافة الى ذلك، يجري حالياً تنفيذ مشاريع ضخمة لتمكين الحصول على الطاقة في مصر والمغرب. وفي هذا الصدد، يسرنا أن نؤكد على النجاح الكبير الذي حققناه في تنفيذ التزاماتنا السابقة بمبادرة الطاقة المستدامة للجميع، بما فيها إنشاء مزرعة لطاقة الرياح في سيشيل، وتنفيذ برامج تسهل الحصول على الطاقة في أفغانستان، وإقامة محطة لتوليد الطاقة الشمسية في موريتانيا توفر 10 في المائة من القدرة الإنتاجية للبلد.
أما بالنسبة إلى العناصر الشاملة الأخرى في جدول أعمال الطاقة، فإن دولة الإمارات تعزز هذا العام دعمها لعنصري تمكين المرأة والابتكارات التكنولوجية. حيث أطلقنا مبادرة “تعزيز دور المرأة في مجالات الاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة” في شهر يناير من العام الجاري، التي تهدف الى توفير منبر بارز للقيادات النسائية والفنيين من فئة الشباب والطلاب للمشاركة في الفعاليات العالمية الكبيرة في مجال التكنولوجيا النظيفة والابتكارات، بما فيها منتدى الطاقة المستدامة للجميع.
ومن الناحية الابتكارية، فقد أعلنت جائزة زايد لطاقة المستقبل، وهي أكبر جائزة للطاقة المتجددة والتنمية المستدامة في العالم تصل قيمتها الى 4 ملايين دولار سنوياً، عن أسماء الفائزين الجدد بهذه الجائزة. ونحن نرحب بمشاركة عدد منهم في هذا المنتدى، بمن فيهم طلاب من استراليا وملاوي والولايات المتحدة.
إننا على ثقة بأن مشاركتكم اليوم تؤكد أن الطاقة المستدامة تمثل مسألة لا جدال فيها، وهي تعتبر حلقة الوصل الحاسمة بين اجتماعات القمة الثلاثة التي تعقدها الأمم المتحدة هذا العام، وتعود فائدتها على كافة أبعاد التنمية. كما أنها تفسح المجال أمام الاستثمار الخاص عن طريق توفير مزيج من المساعدة الإنمائية الرسمية المدعومة وإصلاح السياسات الداخلية. وفي هذا السياق،
وإذ ننتقل من مرحلة التفاوض الى مرحلة التنفيذ، فإننا نتطلع الى العمل مع زملائنا من الدول الأعضاء والأمانة العامة وغيرهم من أصحاب المصلحة بهدف ضمان ألا تفوتنا الفرصة التاريخية المتاحة أمامنا.