ترجمة غير رسمية
يرجى المراجعة أثناء الإلقاء
شكراً السيد الرئيس،،
تأتي هذه الجلسة الاستثنائية الطارئة في وقت أخذ فيه الصراع في أوكرانيا منعطفاً خطيراً. فالمجتمع الدولي يشعر بقلق بالغ إزاء التطورات على الأرض، وتصويت الأغلبية العظمى لصالح قرار اليوم ما هو إلا رسالة واضحة على ذلك.
إن الوضع الإنساني في أوكرانيا يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وقد رأينا تقارير تشير إلى ارتفاع الخسائر في صفوف المدنيين وعمليات النزوح الجماعية والتي بلغت مستويات لم تشهدها أوروبا منذ عقود. إن دولة الإمارات قلقة للغاية من هذه التطورات، والتي تتطلب منا تركيز مسؤوليتنا الجماعية على استنفاد كافة الجهود واستخدام جميع القنوات الدبلوماسية لمنع المزيد من التدهور في الاوضاع الإنسانية. وسنظل متمسكين بهذا الرأي أكثر من أي وقت مضى.
لقد تعهدت دولة الإمارات بالأمس بتقديم خمسة ملايين دولار أمريكي استجابة للنداء الإنساني العاجل الذي أطلقته الأمم المتحدة. فنحن ندرك أنه سيتعين القيام بالمزيد خلال الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة.
إن المصداقية التي تتمتع بها هذه المنظمة، والتي أنشئت على أنقاض الحرب العالمية الثانية، مستمدة من تمثيلها لدول العالم ومن فعاليتها في تطبيق المبادئ التي نتمسك بها جميعاً. ومع ذلك، وكما كشف هذا الصراع، فإن إظهار صوت الأمم المتحدة بشكل واضح وكامل قد ازداد صعوبة بسبب عدم تطبيق مبادئ المنظمة بشكل متساوٍ. وبالرغم من الانقسامات العميقة، فقد حان الوقت الآن للتراجع خطوة للوراء من أجل تحديد كافة الوسائل الدبلوماسية المتوفرة، والانخراط بشكل بنّاء لإنهاء هذا النزاع، مع تغليب الحكمة والاستفادة من خبرات الماضي في المضي قدماً.
إن التضامن العالمي يعني القيام بما هو أكثر من مجرد التركيز على الصراعات في بعض أجزاء العالم وتجاهل البعض الآخر. فنحن بحاجة لتغيير طريقة تفكيرنا من إدارة الصراعات إلى حلها لأن أمننا الجماعي يعتمد على ذلك. فلنجعل من هذه الأزمة جرس إنذارٍ لنا بأن مستقبل المنظمة يعتمد على هذا الأمر.
نحن جميعاً بحاجة لحشد جهود الأمم المتحدة نحو تعزيز الحوار، وإنهاء الأعمال العدائية، ومعالجة الوضع الإنساني لمن هم في أمس الحاجة لذلك. وتدرك دولة الإمارات أن المرحلة الحالية تقتضي دبلوماسية متجددة وقيادة متمكنة تضع احتياجات الناس في صلب جهودها. لذلك يتعين إبقاء قنوات الحوار مفتوحة بشكل أكبر مع سعينا جميعا لتحقيق ذلك.
السيد الرئيس،
إن القرار الذي تم اعتماده اليوم يوجه رسالة هامة حول الوجهة التي علينا التوجه نحوها. فالاستسلام لدائرة العنف المستمر، والعقوبات التي لا تؤدي إلا إلى زيادة معاناة المدنيين، تضعفنا جميعاً. لقد صوتنا لصالح هذا القرار ونضم صوتنا إلى أصوات الدول الأعضاء في توجيه هذا النداء من أجل السلام. السلام العادل الذي يستمر من خلال الاعتراف بالشواغل المشروعة لجميع الأطراف والالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة المعنية بالاستقلال والسيادة والسلامة الإقليمية. ومع ذلك، وكما ذكر آخرون، إن هذا القرار غير كاف لتحقيق السلام الدائم، لأن حل هذا الصراع يتطلب اللجوء للحوار وبذل جهود دبلوماسية ناجعة.
إن نص قرار اليوم يعكس تصميم الدول الأعضاء على مواجهة النزاع الدائر في أوكرانيا، وهو النداء الذي تردد صداه بوضوح في اجتماع اليوم. لذلك، يجب علينا الآن الانتقال لمرحلة البحث عن سبل تحقيق حل سلمي للنزاع يقوم على الاحترام الكامل والالتزام بالانخراط في جهود دبلوماسية حقيقية.
وشكراً