يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب نائب المندوبة الدائمة
شكراً، السيد الرئيس،
وأشكر كذلك الأمين العام المساعد السيد خياري على إحاطته، وأرحب بمشاركة كلٍ من جمهورية كوريا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في اجتماع اليوم.
تدين دولة الإمارات بشدة إطلاق جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية صاروخٍ باليستيٍ آخر عابرٍ للقارات وبشكلٍ غير قانوني في 18 ديسمبر الجاري. إن هذا الإطلاق يؤكد على تطور قدرات جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، فالصاروخ المستخدم من نوع “هواسونغ-18” الذي يعمل بالوقود الصلب.
ومع اقتراب نهاية عام 2023، بات واضحاً أن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية قد أصبحت أكثر خطورةً وجرأةً وتهديداً لجيرانها وللمجتمع الدولي بأكمله.
وأود في هذا السياق الإعراب عن خيبة أملنا، فخلال عاميَّ عضوية دولة الإمارات في المجلس، اقتصرت جهود المجلس على عقد سلسلة من الاجتماعات ومحاولات إصدار مخرجات/وثائق. ويأتي هذا كله على الرغم من استمرار جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في سلوكها الذي يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر الشديد ويقوض النظام العالمي لعدم الانتشار.
لا شك في أن التجارب الصاروخية وإطلاق الأقمار الصناعية التي أجرتها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في العامين الماضيين كانت مرتبطة بشكلٍ مباشر بتنفيذ خطتها العسكرية الخمسية التي تم الكشف عنها في عام 2021، إلى جانب تعزيز برنامجها للأسلحة النووية. وقد شهد المجلس تعالي الخطاب النووي الصادر عن قيادة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، فضلاً عن اعتمادها تعديلاً دستورياً يكرس سياستها بشأن القوات النووية. كما سمع هذا المجلس مراراً وتكراراً، خلال الإحاطات السابقة، تأكيد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عزمها على مواصلة برامجها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، في انتهاكٍ لقرارات مجلس الأمن.
السيد الرئيس،
إن عملية الإطلاق الأخيرة ليست حادثةً منعزلة، بل هي امتداد لنهج جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في تحدي القانون الدولي، فإجراء أكثر من 28 تجربة صاروخية هذا العام، بما فيها العديد من التجارب الصاروخية العابرة للقارات، يؤكد أن تصرفات جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية باتت تمثل خطراً قائماً وواضحاً على نظام عدم الانتشار العالمي، وأنها تُضعف الجهود الرامية إلى تحقيق أمننا المشترك.
كما أن عدم تقديم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لإشعارٍ مسبق لاختباراتها الصاروخية يشكل سلوكاً متهوراً يزيد من خطر وقوع حوادث عرضية أو خاطئة، مما يعرض الطيران المدني الدولي وحركة الملاحة البحرية للخطر ويشكل تهديداً حتمياً على المدنيين في جميع أنحاء العالم. وفي مواجهة هذه التحديات، ينبغي تكثيف الجهود الدبلوماسية والحوار لمعالجة هذه الأوضاع. وينبغي للمجلس أن يتّحد في حث جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية على العودة إلى طاولة المفاوضات دون شروطٍ مسبقة، والالتزام بنزع السلاح النووي بشكلٍ كامل ويمكن التحقق منه ولا رجعة فيه، وإعادة الالتزام بالمعاهدات والالتزامات الدولية، ومنها معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.
وفي خضم هذه التحديات الأمنية، يجب عدم التغاضي عن الوضع الإنساني المتردي في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية. وينبغي لبيونغ يانغ أن تُعيد توجيه مواردها المحدودة لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكانها الضعفاء، وأن تسهّل عودة منظمات الإغاثة الدولية وموظفي الأمم المتحدة، ومنهم المنسق المقيم، إلى البلاد بشكلٍ عاجل ودون عوائق.
السيد الرئيس،
إن العمل المشترك الذي يقوم به مجلس الأمن هو وحده القادر على التصدي بفعالية للتهديدات التي تشكلها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والانتشار النووي. ولهذا، يجب أن يعمل أعضاء هذا المجلس معاً لتشكيل جبهةٍ موحدةٍ ضد مثل هذه الانتهاكات للقانون الدولي والعمل بلا كللٍ من أجل تحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
وشكراً، السيد الرئيس.