تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة والقائمة بالأعمال بالإنابة
السيدة الرئيسة،
بدايةً، أشكر المنسق الخاص السيد تور وينسلاند على إحاطتهِ القيمة.
السيدة الرئيسة،
إن الأوضاع المتدهورة التي تشهدُها الأرض الفلسطينية المحتلة، ومنها أحداث الأيام الأخيرة، ما هي إلا نتيجةٌ حتمية لغياب أفُق الحل السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واستمرار المواجهات والاقتحامات وأعمال العنف التي أصبحت واقعاً مريراً يعيشه الفلسطينيون يومياً. وتزداد الشواغِل إزاء التداعيات التي قد تصاحب حالة التصعيد الراهنة ليس فقط على أمن واستقرار الشعبين، وإنما المنطقة بمُجمَلِها.
ولهذا، ترى دولة الإمارات أنه قد آن الأوان ليضع المجتمع الدولي ثِقله في التعامُل مع المسألة الفلسطينية كملفٍ ذي أولوية، إذ يجب تكثيف الجهود لإعادة بناء الثقة بين الأطراف واستئناف مفاوضات جادة وفعالة، تَستنِد إلى المرجعيات الدولية المُتفق عليها، وفي مقدمتها حل الدولتين.
ونُؤكد على أن السلام العادل والشامل والدائم لا يمكن تحقيقُه في ظل استمرار التحريض على العُنف وخطاب الكراهية، بل يتطلب إرساء قيم التسامح والتعايش السلمي التي دعونا إليها مراراً في هذه القاعة على وجه الخصوص، بهدف تغيير سرديات العداوة، وخلق مستقبلٍ آمنٍ ومستقرٍ، يَستجيب لآمال الأجيال الحالية والقادمة.
ونُدعو كذلك إلى وقِف كافة الممارسات غير الشرعية والقمعية تجاه الفلسطينيين وبلداتهِم وقُراهِم، خاصة الاعتداءات المتصاعِدة في الضفة الغربية المحتلة، والتي تشمل الاقتحامات وعمليات التهجير القسري وهدم المنشآت السكنية، حيث تزيد هذه الأعمال من حالة الاحتقان وتقوض جهود السلام.
ومع عودة الطلاب إلى المدارس، نؤكد على حق الأطفال الفلسطينيين في الحصول على التعليم وبشكلٍ آمن، ويعني هذا وقف الترهيب والعنف الذي يتعرضون له من قبل السلطات الإسرائيلية والمستوطنين أثناء ذهابهم إلى المدراس وتواجدهم فيها وعودتهم إلى منازلهم.
ونشدد أيضاً على ضرورة وقف عمليات هدم المدارس المُجحِفَة، مثلما حدث الأسبوع الماضي في منطقة عين سامية بالضفة الغربية قبل أيامٍ قليلة من بدء العام الدراسي، وكذلك إلغاء اخطارات الهدم الموجهة للعشرات منها، فكما نُؤمن جميعاً، إن للتعليم دورٌ جوهري في بناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة، لاسيما تلك المتضررة من النزاعات.
أما فيما يتعلق بعنف المستوطنين، فلا يخفى عليكم إذكاء نار هجماتهِم إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، واتخاذها أنماطاً خطيرة كما شهدنا هذا العام في رام الله ونابلس والقرى المحيطة بهما والتي أسفرت عن مقتل فلسطينيين ووقوع إصابات وإلحاق أضرار بالممتلكات، في الوقت الذي يتمتع فيه المستوطنون بالحصانة التي تُشجعهُم على مواصلة ارتكاب هذه الجرائم المدانة وغير المقبولة. كما أن استمرار هذه الهجمات يُهدد بحدوث اشتباكات أكثر خطورة وحالة عارمة من الفوضى لن يكون من السهل السيطرة عليها. ولهذا، من الضروري أن تتخِذ إسرائيل خطواتٍ حقيقية لوقف عنف المستوطنين وردع اعتداءاتهم.
ونُؤكد مجدداً على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها وإنهاء الاقتحامات المُتكررة للمسجد الأقصى وتوفير الحماية الكاملة له، مع احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف في المدينة. ونعرِب في هذا السياق، عن قلقِنا إزاء المحاولات المستمرة لإحداث تغيير ديمغرافي في مدينة القدس، حيث تواصل إسرائيل بناء مستوطنات غير شرعية في القدس الشرقية دون توقف، بينما يتعرض الفلسطينيون فيها لمحاولات تهجير مستمرة، وتُفرض عليهم قوانين يجب وقفها.
وختاماً، تُؤكد دولة الإمارات على أنها ستواصل مسانَدَة الشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك عبر تلبية احتياجاته الإنسانية والتخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للاجئين، كما نُواصل التضامن مع حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو ألف وتسعمائة وسبعة وستين وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلام وأمن واعترافٍ متبادل.
وشكراً، السيدة الرئيسة.