مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة

السيدة الرئيسة،

بدايةً، أشكُر الممثل الخاص السيد بيرثيس على موافاتِنا بالمستجدات الأخيرة، بما في ذلك جهود الآلية الثلاثية في ظل التفاهُمات التي تم التوصل إليها بشأن مسودة الوثيقة الدستورية والتي أفضت إلى التوقيع على “الاتفاق السياسي الإطاري” في مَطلعِ هذا الأسبوع ونتطلع إلى اعتماد المجلس للبيان الصحفي بشأنه. كما أُرحب بمشاركة السفير الحارث محمد في اجتماعنا اليوم.

 وفي سياق مناقشتنا، أود أن أركز على ثلاث مسائل هامة:

أولاً، ترحب دولة الإمارات بالتوقيع على “الاتفاق السياسي الإطاري” وما حظي به من إشادة إقليمية ودولية ونأمل أن يفتح هذا الاتفاق صفحة جديدة يمضي على إثرها الشعب السوداني في مسارهم نحو الأمن والازدهار المنشودين. ولهذا، تتطلب المرحلة المقبلة البناء على الزخم الحالي لضمان التوصل إلى اتفاق سياسي مستدام، وذلك من خلال مُضاعفة الجهود لرأب الصَّدْع بين الأطراف والتشاور في المسائل العالقة، لاسيما وأن الأمور مرهونة بأوقاتها. ونشدد هنا على أهمية مواصلة إشراك النساء في المشاورات لضمان عكس احتياجاتهن وأولوياتهن في المرحلة الانتقالية وما بعدها. ولا يفوتنا التأكيد على أهمية تغليب لغة الحوار والحكمة لما فيها من مصلحة للشعب السوداني الشقيق.  

ثانياً، نُؤكد على أن إنجاح المرحلة الانتقالية في السودان يقتضي استئناف مؤسسات التمويل الدولية لبرامجها ومواصلة الشركاء الدوليين دعم اقتصاد السودان لتفادي انهيارِه في هذه المرحلة الهامة، خاصة مع استمرار التضخم وارتفاع مستويات البطالة وتراكم الديون الخارجية. وتزداد الحاجة إلى مثل هذا الدعم في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية، حيث لاتزال المجتمعات تعاني من صعوبة الحصول على السلع الأساسية، وكذلك الأضرار الجسيمة الناجمة عن الفيضانات الشديدة التي شهدتها بعض المناطق مؤخراً.

ثالثاً، تابعت بلادي بقلق الاشتباكات القبلية الأخيرة في ولايتي غرب كردفان والنيل الأزرق والتي سعى السودان للاستجابة لها عبر اتخاذ عدد من الإجراءات لتهدئة الأوضاع، بما في ذلك من خلال عمل لجنة تقصي الحقائق، ونؤكد هنا على أن احتواء مثل هذه التوترات والحيلولة دون تجددها يتطلب استمرارية الجهود المحلية للسودان والبناء عليها. وبالمثل فيما يتعلق بالأوضاع في دارفور، فإن اتفاقات المصالحة المحلية أثبتت أهميتها في مواصلة دعم الاستقرار فيه، كما كان للمساهمات القيمة للجنة الدائمة لوقف إطلاق النار، بالغ الأثر في إحراز تقدم في تنفيذ الترتيبات الأمنية الانتقالية لدارفور وفقاً لاتفاق جوبا للسلام. ونُشدد في هذا السياق على ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي الدعم اللازم للسودان لاستكمال تنفيذ كافة بنود اتفاق جوبا للسلام.

وختاماً، نعرب عن خالص تمنياتنا بالتوفيق للسودان خلال استكمال المرحلة الانتقالية، بما يلبي تطلعات شعبه في تحقيق الاستقرار والازدهار، وبدورنا سنواصل متابعة جهود الآلية مع الأطراف السودانية خلال هذه الفترة الهامة.

وشكراً، السيدة الرئيسة.