مشاركة

يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوب الدائم

السيد الرئيس،

أشكر الممثل الخاص السيد عبد الله باتلي والسفير يشيكاني كيميهيرو على احاطتيهما الشاملتين، وأرحب بالسفير طاهر السني في جلسة اليوم.

لقد شهدنا منذ اجتماعنا الأخير اتخاذ الأطراف الليبية عدداً من الخطوات الإيجابية والمشجعة، تزامن معها انخراطٌ مكثف من قبل السيد باتيلي، فيما تحدث هذا المجلس بصوت واحد داعمٍ لليبيا والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في هذا الصدد، وهو ما تجلى في اعتماد البيان الرئاسي الأخير.

وفي سياق هذه التطورات، نرحب بالتقدم المحرز في إطار المسار الدستوري للانتخابات والتعديل الثالث عشر للإعلان الدستوري. كما نتطلع إلى الخروج بنتائج ملموسة لاجتماعات اللجنة الليبية المشتركة 6+6 في طرابلس بحيث ترسي الأساس القانوني للمضي في العملية الانتخابية. وندعو الأطراف إلى تحديد إطار زمني واضح وجاد لتحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق، ونثمن هنا دور جمهورية مصر العربية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف.

ونؤكد مجدداً على ضرورة إعطاء الأولوية للمصالحة والحوار بين الأطراف من جميع المناطق الليبية، وندعو السيد باتيلي للاستمرار في جهوده ومساعيه الحميدة لتحقيق ذلك والتي تشمل مبادرته الأخيرة للدفع نحو عملية سياسية شاملة يقودها الليبيون ويتولون زمامها. كما نؤكد على دعمنا لجهود المجلس الرئاسي الليبي لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية باعتبارها المسار الرئيسي للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة وعادلة تنهي المراحل الانتقالية. ونشدد في هذا السياق على ضمان المشاركة الكاملة والهادفة والمتساوية للمرأة في هذه الجهود.

ويظل إحلال الأمن مطلباً جوهرياً لتحقيق الاستقرار السياسي وتهيئة أجواء آمنة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية متزامنة بحيث تكون حرة ونزيهة وشفافة وشاملة. ويتطلب ذلك سحب كافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة بشكل متزامن، ومرحلي، وتدريجي، ومتوازن. وتثني بلادي، في هذا الصدد، على جهود بعثة أونسميل (UNSMIL) في تيسير وعقد اجتماعات ولقاءات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 مؤخراً في طرابلس وبنغازي، إضافة إلى اللقاء الأخير الذي جمع رئيسيّ الأركان، والتي تعد خطوات بالغة الأهمية. ونشكر أيضاً أعضاء اللجنة على روحهم الوطنية، والتي تجسد الإرادة الليبية الحقيقية لتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، بما في ذلك من خلال خلق قوة عسكرية مشتركة، مع الاستمرار في جهود نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج.

ويتعين على المجتمع الدولي مواصلة دعمه الكامل لهذه الجهود الليبية لترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي، ويجب على الليبيين، بدورهم، رفض ومكافحة خطاب الكراهية والأصوات المتطرفة التي تسعى للنيل من جهود المصالحة والتقارب الأخير بين الأطراف الليبية، إذ يجب أن تظل مصلحة الشعب الليبي واستقرار البلاد فوق أي اعتبارات.

السيد الرئيس،

من المهم الحفاظ على المكاسب التي حققتها ليبيا في مكافحة الإرهاب، ويشمل ذلك الحيلولة دون أن تصبح تدابير هذا المجلس عائقاً أمام جهود القوات الليبية للتصدي للتهديدات الأمنية وخاصة في الجنوب الليبي، الأمر الذي يحتم على مجلسنا هذا النظر جدياً في نظام العقوبات على ليبيا لجعله ملائماً للواقع الحالي، وليصبح وسيلة لدعم الجهود الوطنية لا لعرقلتها. 

ولتحقيق الاستقرار في ليبيا والمناطق المحيطة، يتوجب على المجتمع الدولي دعم الجهود الوطنية الليبية لمعالجة مسألة الهجرة غير النظامية وأسبابها الجذرية، وأن يتوسع ذلك الدعم ليشمل بلدان المنشأ ودول العبور وكذلك المسؤولين عن أمن الحدود الجنوبية لليبيا.

وختاماً، تؤكد دولة الإمارات على دعمها لجهود الممثل الخاص باتيلي والبعثة الأممية بما يدعم بناء السلام وتحقيق الاستقرار في ليبيا.

وشكراً، السيد الرئيس.