مشاركة

تلقيه الآنسة نصره آل رحمه

السيد الرئيس،

أود بدايةً أن أشكر غانا على عقد هذه المناقشة الهامة بشأن تعزيز الترتيبات الإقليمية للحفاظ على أمننا المشترك. كما أشكر مقدمي الإحاطات اليوم على مداخلاتهم القيمة.

إن التحديات والتهديدات التي نواجهها اليوم والتي تعد متغيرة بطبيعتها وعابرة للحدود، ومنها الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة وأزمة تغير المناخ وتداعيات أزمة الأمن الغذائي، تتطلب إيجاد حلول إقليمية وبدعم دولي، وفي هذا السياق، أود في جلسة اليوم أن أطرح ثلاث نقاط رئيسية.

أولاً، إن وجود اهتمام مشترك بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في تحقيق السلم والأمن في أفريقيا، يتطلب تعزيز الشراكات بينهما في مجالات رئيسية مثل حفظ السلام وبناء السلام ومنع نشوب النزاعات وتعزيز جهود الوساطة، بما في ذلك من خلال “الإطار المشترك بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لتعزيز الشراكة في السلام والأمن”. وفي سياق مناقشتنا اليوم حول سبل تقديم الدعم للجهود التي تتولى إفريقيا زمامها، تتطلع دولة الإمارات إلى التوصل لتوافق في الآراء حول الاشتراكات المقررة للأمم المتحدة لعمليات السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والتي يأذن بها مجلس الأمن.

ثانياً، وإدراكا للحاجة الملحة للتصدي للتهديدات الإرهابية، تشدد دولة الإمارات على اتباع نهج يجمع بين التعاون الدولي وتعزيز القدرات الإقليمية، باعتباره عنصراً أساسياً لمكافحة ومنع التهديدات الإرهابية والأنشطة الإجرامية. ومن هذا المنطلق، حرصت بلادي على العمل بشكل وثيق مع شركائها الدوليين والإقليميين لاسيما في منطقة الشرق الأوسط وفي القارة الأفريقية، لدعم مبادرات مثل “التحالف الدولي ضد تنظيم داعش”، والذي تشمل جهوده التنسيق الوثيق مع الأعضاء من القارة الأفريقية للتصدي لتنظيم داعش. كما تدعم دولة الإمارات المبادرات الإقليمية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل وشمال أفريقيا، ونشدد في هذا السياق على أهمية تعزيز أوجه التضافر بين الجهود والمبادرات الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية.

وأخيراً، تؤمن بلادي بأن التحديات العالمية الراهنة والتي بطبيعتها مترابطة ومعقّدة وعابرة للحدود الإقليمية، تتطلب حلولاً مشتركة، وتستوجب من المجتمع الدولي العمل على بناء المزيد من الجسور بين الدول وتعزيز التعاون بينها وبين الشركاء الإقليميين. ونؤكد هنا على الدور الهام للأمم المتحدة في التواصل مع المنظمات الإقليمية، مثل جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وكذلك المنظمات دون الإقليمية، لتقديم المشورة والدعم السياسي واللوجستي حرصاً لدعم هذه المنظمات في تحقيق مساعيها الهامة.

وشكراً سيدي الرئيس.