مشاركة

يلقيه  سعادة السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة 

السيد الرئيس،

بدايةً أود أن أشكر وكيلة الأمين العام، روزماري ديكارلو، على إحاطتنا بآخر المستجدات.

بعد أن اختتمنا للتو الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة لهذا العام، مازالت الرسالة التي سمعناها من العديد من قادة العالم تتردد في أذهاننا: العالم يريد السلام في أوكرانيا. ومع ذلك، يبدو أننا نبتعد أكثر وأكثر عن هدفنا المشترك بشأن السلام والاستقرار، فالاستفتاءات الجارية الآن تزيد من تعقيد الجهود الهادفة إلى التوصل لحل سلمي لهذا الصراع. وعليه، وضماناً لمصداقية واستمرارية أية عمليات تقربنا من هدف تحقيق السلام، ينبغي أن تكون هذه العمليات شاملة، مع تجنب أية إجراءات تقوض فرص الحوار البناء.

ونعيد التأكيد على ضرورة احترام مبادئ السلامة الإقليمية والسيادة والاستقلال، والتي تعتبر جوهر ميثاق الأمم المتحدة ومحور العلاقات البناءة بين الدول، فتلك المبادئ تحمي جميع الدول صغيرة كانت أو كبيرة، وبشكل متساو، لذا، لا يمكننا السماح بتقويضها. أيضاً لدى هذا المجلس دوراً أساسياً يضطلع به في مساعي تحقيق السلام، وإعطاء الأولوية للتسوية السلمية للنزاعات، والحفاظ على السلم والأمن الدوليين. ونستذكر هنا البيان المشترك الصادر عن الأعضاء الدائمين في هذا المجلس في يناير الماضي، والذي أكد أنه لا يمكن الانتصار في حرب نووية، ويجب عدم خوضها على الاطلاق.

لقد شهدنا على مدى الأشهر القليلة الماضية زيادة في تحركات الأطراف والتي أدت لتحقيق نتائج ملموسة وإيجابية بشأن عدد من القضايا المحددة. ونشيد هنا بالأمم المتحدة وغيرها من الجهات التي يسرت المشاركة البناءة حول تلك القضايا. وقد اشتملت ثمار تلك الجهود على عملية تبادل الأسرى التي تمت مؤخراً بمساعدة من تركيا والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى إبرام اتفاقيات تتعلق بتصدير الحبوب والأسمدة، والتي ساعدت في تخفيف الضغط على إمدادات السلع الغذائية العالمية وأسعارها، وهناك متسع للبناء على هذه الاتفاقات. كما أن المشاركة المباشرة التي ساهمت في تحقيق تلك الإنجازات، قادرة أيضاً على نزع فتيل التوتر وفتح الطريق أمام حل النزاع. وتحقيقاً لهذه الغاية، يتعين علينا دعم جهود الأطراف نحو الحوار والابتعاد عن المزيد من التصعيد. ونؤكد مرة أخرى على ضرورة امتثال جميع الأطراف لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي.

السيد الرئيس،

هذه الحرب مستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر دون أي إشارة لانحسارها.  وخلال تلك الفترة، أُجبر ما يقرب من أربعة عشر مليوناً ونصف المليون شخص على الفرار من ديارهم، منهم أكثر من سبعة ملايين نزحوا إلى جميع أنحاء أوروبا.  إن الكلفة الإنسانية هائلة، حيث يحتاج أكثر من 17 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية.

لقد مضى وقت طويل على هذا الصراع وقد آن الأوان لإنهائه. ولكي يتحقق ذلك، علينا أن نواصل التأكيد على أهمية الوقف الفوري للأعمال العدائية في جميع أنحاء أوكرانيا، وكذلك ضرورة البناء على التطورات الإيجابية التي تحققت بين الأطراف وتسليط الضوء عليها، لكي نبتعد عن هذه المرحلة الخطيرة في التوترات العالمية المتصاعدة. إن جلّ ما نحتاجه الآن هو تأمين سلام مستدام وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وشكراً لكم.