مشاركة

يُعتبر العمل المتعدد الأطراف هو حجر الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، لإيمانها بأن التعاون هو أنجع وسيلة لإيجاد حلول للنزاعات، ومواجهة التحديات العابرة للحدود،ولذلك تدافع دولة الإمارات عن ميثاق الأمم المتحدة وعن استمرار جهود منظمة الأمم المتحدة.

وتواصل دولة الإمارات بصفتها عضواً في مجلس الأمن، العمل كقوة معتدلة في العالم، حيث تكافح التطرف والإرهاب، وتبني الجسور لتشجيع الحلول السياسية للصراعات، من أجل تعزيز السلام والأمن الدوليين.

مكافحة الإرهاب

تُدين دولة الإمارات الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله، وتقف في طليعة الجهود العالمية لمواجهة هذه الآفة، من خلال التعاون مع المجتمع الدولي.

وتعتبر دولة الإمارات عضواً رئيسياً في التحالف الدولي ضد داعش، وتدعم التحالفات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى مكافحة الجماعات المتطرفة والإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وخارجها. كما تؤمن بأن المعركة ضد التطرف والإرهاب تتجاوز الجانب العسكري، وتتطلب اعتماد استراتيجيات متعددة الأبعاد لمواجهة التحديات المعقدة المرتبطة بهذه الظاهرة. وعلى هذا الأساس، تواصل دولة الإمارات معالجة الأسباب الجذرية للتطرف والإرهاب من خلال التعليم، وتعزيز التسامح، والتعايش السلمي، والتنوع الثقافي. كما تم اتخاذ تدابير استباقية لمكافحة تمويل الإرهاب ودعم الجهود التي تهدف إلى محاسبة ممولي الإرهاب، إلى جانب تشجيع الخطاب المضاد للإرهاب والتصدي لاستغلال المتطرفين لوسائل التكنولوجيا والمنصات الإلكترونية، بالإضافة إلى تدريب الزعماء الدينيين وتعزيز دور الشباب والنساء في جهود الوقاية.

وتعد دولة الإمارات شريكاً دولياً فاعلاً في مواجهة ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، حيث تستخدم الدولة أحدث التقنيات لتعزيز أمن حدودها، وتبادل المعلومات مع الدول الأعضاء والإنتربول. كما تقدم الدعم لضحايا الإرهاب، وتدعو إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم الإرهابية، وتساهم في فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة المعني بتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها داعش، والذي يعمل على جمع وحفظ وتخزين الأدلة المتعلقة بأخطر الجرائم التي ارتكبتها الجماعة الإرهابية في العراق.

وقد حرصت دولة الإمارات على ترسيخ الطابع المؤسسي لجهودها في مجال منع التطرف ومكافحة الإرهاب، حيث قامت بإنشاء عدد من المؤسسات، من بينها اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، ومجلس حكماء المسلمين، ومركز صواب الذي يواجه الحملات الدعائية لتنظيم داعش على الإنترنت، بالإضافة إلى مركز التميز الدولي لمكافحة التطرف العنيف “هداية”، ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة. 

أما على مستوى الأمم المتحدة، فتقوم الدولة بدورٍ ريادي في مجال تمكين الشباب ضد الإرهاب والتطرف، حيث استضافت في عام 2019 المؤتمر الإقليمي الرفيع المستوى حول “تمكين الشباب وتعزيز التسامح: التدابير العملية لمنع ومكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب” في أبوظبي، وبالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومركز هداية بدولة الإمارات. وقد ناقش المؤتمر مبادرات العمل التي تهدف إلى تعزيز مقاومة الشباب للتطرف.

التنسيق الوثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين

تدعم دولة الإمارات، كعضو في مجلس التعاون الخليجي، التكامل الإقليمي لتعزيز الاستقرار والأمن، وتُشجع على الاستثمار والتجارة من أجل دفع النمو الاقتصادي المشترك، لإيمانها بأهمية تمكين المنظمات الإقليمية، لتقوم بدور أكبر في تطوير الحلول لمواجهة التحديات.

وتعمل دولة الإمارات بشكل وثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع الشركاء الدوليين لدعم أهداف معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.كما تدعم مكافحة القرصنة البحرية، من خلال تقديم المساعدة الفنية وبناء قدرات الدول المُطلة على ممرات الشحن العالمية.

حل النزاعات

تلتزم الإمارات العربية المتحدة، كدولة مستقرة في منطقة مضطربة، بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتحرص كشريك يُمكن التعويل عليه من جانب الأمم المتحدة والدول الأعضاء، على دعم وإيجاد حلول سياسية للنزاعات الحالية.

كما تؤيد دولة الإمارات، بصفتها عضواً في تحالف دعم الشرعية في اليمن، اتفاق ستوكهولم باعتباره أفضل طريقٍ لإنهاء الصراع في اليمن.

ولقد دعت دولة الإمارات إلى تجديد الاهتمام بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وحرصت كرئيس لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (OIC) على دعم حل الدولتين باستمرار، وواصلت دعمها الثابت لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).