مشاركة

السيدة الرئيسة،

أود بداية أن أشكر السيدة روزماري ديكارلو، وكيل الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، على الإحاطة الوافية.  

السيدة الرئيسة،

تُتابع دولة الإمارات التطورات الأخيرة عن كَثَب، وفي سياق مناقشتنا اليوم، نود التركيز على الجوانب التالية:

أولاً: تؤمن بلادي إيماناً راسخاً بأن الخلاف القائم في أوروبا يتطلب الانخراط في حوارٍ جديّ مَبنيّ على قيم الاستقرار والتعايش والسلام بين مختلف دول المنطقة. ونؤكد على أهمية التوصل إلى حلٍ تفاوضي للمسألة من خلال الآليات المتوفرة وبدعم المنظمات الإقليمية. ونشير هنا إلى محادثات “هيئة نورماندي”، ومبادرة رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتي تهدف لبدء حوار جوهري بشأن الأمن الأوروبي، والذي من شأنه أن يعالج المشاغل الأمنية لدول المنطقة. ونرحب بالمناشدة التي أطلقها الرئيس الأوكراني  فولوديمير زيلينسكي حول إبداء الهدوء ونأمل أن يتم البناء عليها لبناء المزيد من الثقة في المنطقة.

ثانياً: تُرحب بلادي بالإعلان الصادر عن اجتماع “هيئة نورماندي” بتاريخ 26 يناير، والذي أكد فيه كلٌ من الاتحاد الروسي وجمهورية أوكرانيا عَزمَهُما على تنفيذ وقف غير مشروط لإطلاق النار في شرق أوكرانيا. ونعول على المبادرات المختلفة الجارية حالياً لإتاحة الفرصة للحوار، بما في ذلك بين الولايات المتحدة والاتحاد الروسي، حيث يجب مساندة الجهود الدبلوماسية القائمة وإعطاؤها المجال لتحقق النتائج المَرجُوة. وكذلك تشدد بلادي على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار، وعلى محورية اتفاقيات منسك وضرورة التمسك بها وضمان تنفيذها، بما يسهم في الوصول إلى تفاهم إقليمي شامل يُحافظ على أمن واستقرار الدول المعنية ويعالج كافة مشاغلها الشرعية.

ثالثاً: يجب تجنب التصعيد الذي قد يكون له أثر سلبي على المدنيين ويمكن أن يُفاقِم الوضع الإنساني الهَش في شرق أوكرانيا. ومن هذا المنطلق، نشدد على أهمية النظر في الاحتياجات الإنسانية للمدنيين، والحيلولة دون تدهور الوضع الإنساني في المنطقة.

رابعاً: إن احترام القانون الدولي والتقيد به يعد أمراً أساسياً لضمان عدم تدهور الأوضاع بشكلٍ أكبر في أوروبا الشرقية. ونشدد كذلك على أهمية مبادئ السيادة والسلامة الإقليمية وحسن الجوار، التي لا غِنى عنها لصون السلم والأمن الدوليين.

وختاماً، السيدة الرئيسة، تجدد بلادي تأكيدها على أهمية اللجوء للحوار البنّاء لحل الخلافات. إن دور مجلس الأمن، كهيئة مسؤولة عن صون السلم والأمن الدوليين، يعد أساسياً في توفير منبر دبلوماسي يسمح للدول بعرض وحل خلافاتها سلمياً.

وشكراً.